يحيى الفلسطيني
حين دقت قبضات اطفال الحجارة باب اهل الكهف
كانوا تحت اغطيتهم الصوفية, يحلمون
وكانوا فوق وسائدهم يشخرون
كان هذا قبل سنتين, وكان العالم العربي, اشبه
بدجاجة محفوظة في ثلاجة
كل شيء كان بارداً كالموت وصامتاً كالمقابر
لم يكن هناك زرع, ولا ضرع, ولا شجر
ولا قمر, ولا مطر
كان هناك مشروع امة عربية, تنتظر ولادتها.
ومنذ سنتين حصل المخاض
وبشر الله هذه الامة العربية الصابرة
بغلام اسمه يحيى
الانتفاضة الفلسطينية
هي »يحيى« الذي طالما انتظرناه.
بعدما كدنا نشك في قدرتنا على الانجاب
يحيى هذا, لم يولد وفي فمه ملعقة ذهب
ولم يولد على سرير من الحرير
ولم يستحم بماء الورد والياسمين
يحيى الفلسطيني
ولد من تراب الشوارع في غزة وفي نابلس
ورام الله وفي البيرة
ودفن في تراب الشوارع
يحيى الفلسطيني هو ابني
كما هو ابن كل امرأة عربية
فتأملوا كيف تخلق البطولة ملايين الامهات
ماذا احدثكم عن يحيى الفلسطيني?
انه سيد كل الاطفال, وسيدنا
فقد منَّ الله على الشعوب العربية
الصابرة بغلام اسمه يحيى
ماذا أحدثكم عن يحيى الفلسطيني?
انه سيد كل الاطفال, وسيدنا
انه الفتى الجميل, الذكي, الشجاع,
الملهم, اللماح, الذي ارسله الله الينا هادياً,
ومعلماً, وبشيراً
يحيى الفلسطيني انهى شيخوختنا الجسدية,
والعقلية, واوقف حالة الترهل القومي التي اصابتنا
يحيى الفلسطيني انهى مواسم القحط والجفاف والتصحر في الروح العربية, وحمل الينا رائحة المطر ورائحة الربيع
حفظ الله يحيى الفلسطيني من كل مكروه
فهو قرة اعيننا وهو ولدنا البكر بعدما وهن
العظم منا, واشتعل الرأس شيبا.
حفظ الله هذا الولد الجميل من كيد الكائدين,
ومن حسد الحاسدين.
ان يدي دائماً على قلبي..
فانا خائفة على يحيى,
لا من عيون الدول الاجنبية فقط
ولكنني خائفة عليه حتى من عيون بعض
الانظمة العربية
* القصيدة مستلة من ديوان »والورود تعرف الغضب«
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق