امرأة بلا سواحل!
"سعاد الصباح" ظاهرة .
.
باهرة . . هادرة .. شاعرة . . ناشرة !
هي ظاهرة لأنها ربما أول أميرة يجعلها الشعر أو تجعل
الشعر همها الخاص والعام . .
وبدلاً من الرحلة بين بيوتات الأزياء ومعارض المجوهرات والفوريرات
جعلت رحلتها بين ورق الطبع وهدير المطابع، وأحبت الحبر مع الشعر وتاقت لأن تجعل
القصيدة جزءاً من خبزنا اليومي . . وأن تنضم إلى الصورة التذكارية لامرىء القيس
والمتنبي وأحمد شوقي وصلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطي حجازي وبدر شاكر السياب
ونزار قباني وعبدالوهاب البياتي وأمل دنقل . . تنضم إلى كل الشعراء . . الأموات
منهم والأحياء.
في ديوانها الأخير . . " امرأة بلا سواحل "
تظل مخلصة لبحر شعرها الأثير تبحر فيه بلا سواحل من أجل رجل استثنائي تبدأ به
الديوان وتنتهي به . . وتعتبره سيدها بلا مواراة ولا مداراة تهدر كالموج . . تبهر
كالشمس . . وفي البحر وفي الشمس تقاتل وتحب . . تحمل سيفاً وتحمل قلباً كلاهما
ينبض بالحياة والحب.
يا سيدي . .
سوف أظلُّ دائماً أقاتل . .
من أجل أن تنتصرَ الحياة . .
وتورقُ الأشجارُ في الغابات . .
ويدخلُ الحبُّ إلى منازل الأموات . .
لا شيءَ غيرّ الحب . .
يستطيعُ أن يحركَ الأموات . .
ياسيدي . .
لا تخش أمواجي ولا عواصفي . .
ألا تحب امرأة ليس لها سواحل؟!
وعلى الرجل الاستثنائي أن يجيب . .
وأن ينفخ ريحَهُ في الشراع ويلتقي بها . .ولكن أين . . ؟
وهي بلا سواحل!
يشعرني ديوان "سعاد الصباح" أنها معلقة في
النفس الأخير . .أنها تتنفس بصعوبة . .
أنها حالة احتراق . . قاموسها الشعري متطرف، فهي لا تعرف
الكلمات المترددة ولا المتوسطة ولا المهادنة . . إنها تصارع طول الوقت وتحارب طول
الوقت وتقاتل طول الوقت وليس خلفها حماية ولا أمامها إلا الرجل أو النصر.
تتصارع في
أعماقي رغبتان . .
رغبتي في أن
أكون حبيبتك . .
وخوفي من أن
أصبح سجينتك . .
***
والرغبة في
وصالك . .
والرغبة في
اغتيالك . .
***
اغتاليني يا
أميرتي!
نُشرت في جريدة الشرق الأوسط
6/6/1995
عدد 6034 / ص 23
ظاهرة ...باهرة . . هادرة .. شاعرة . . ناشرة !
ردحذفكن داعيا للخير
ردحذف