يا أحبابي :
|
كان بوُدّي أن أُسْمِعَكُمْ
|
هذي الليلةَ ، شيئاً من أشعار الحُبّْ
|
فالمرأةُ في كلِّ الأعمارِ ،
|
ومن كلِّ الأجناسِ ،
|
ومن كلِّ الألوانِ
|
تدوخُ أمامَ كلامِ الحُبّْ
|
كان بوُدّي أن أسرقَكُمْ بِضْعَ ثوانٍ
|
من مملكةِ الرَمْلِ ، إلى مملكةِ العُشْبْ
|
يا أحبابي :
|
كان بودّي أن أُسْمِعَكُمْ
|
شيئاً من موسيقى القلبْ
|
لكنَّا في عصرٍ عربيٍّ
|
فيهِ توقّفَ نَبْضُ القلبْ
...
|
-2-
|
يا أحبابي :
|
كيف بوُسْعي ؟
|
أن أتجاهلَ هذا الوطَنَ الواقعَ فيِ أنيابِ
|
الرُعْبْ ؟
|
أن أتجاوزَ هذا الإفلاسَ الروحيَّ
|
وهذا الإحباطَ القوميَّ
|
وهذا القَحْطَ .. وهذا الجَدْبْ
.
|
-3-
|
يا أحبابي :
|
كان بودّي أن أُدخِلَكُمْ زَمَنَ الشّعِرْ
|
لكَّن العالمَ – واأسَفَاه – تَحوَّلَ وحشا
مجنوناً
|
يَفْتَرِسُ الشّعرْ ..
|
يا أحبابي :
|
أرجو أن أتعلَّمَ منكمْ
|
كيف يُغنّي للحرية مَنْ هُوَ في أعماقِ البئرْ
|
أرجو أن أتعلّم منكمْ
|
كيف الوردةُ تنمُو من أَشْجَارِ القهرْ
|
أرجو أن أتعلّم منكمْ
|
كيف يقول الشاعرُ شِعْراً
|
وهوَ يُقلَّبُ مثلَ الفَرْخَةِ فوقَ الجمرة..
|
-4-
|
لا هذا عصرُ الشِعْرِ ، ولا عصرُ الشُعَراءْ
|
هل يَنْبُتُ قمحٌ من جَسَد الفقراءْ ؟
|
هل يَنْبُتُ وردٌ من مِشْنَقَةٍ ؟
|
أم هل تَطْلَعُ من أحداقِ الموتى أزهارٌ
حمراءْ؟
|
هل تَطْلَعُ من تاريخ القَتلِ قصيدةُ شعرٍ
|
أم هل تخرُجُ من ذاكرةِ المَعْدنِ يوماً قطرةُ
ماءْ
|
تتشابهُ كالُرّزِ الصينيّ .. تقاطيعُ
القَتَلَهْ
|
مقتولٌ يبكي مقتولاً
|
جُمجُمةٌ تَرْثي جُمْجُمةً
|
وحذاءٌ يُدفَنُ قُرْبَ حذاءْ
|
لا أحدٌ يعرِفُ شيئاً عن قبر الحلاّجِ
|
فنِصْفُ القَتلى في تاريخِ الفِكْرِ ،
|
بلا أسماءْ ...
|
من ديوان: خذني إلى حدود الشمس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق