الثلاثاء، 23 أبريل 2013

د. سعاد الصباح : جائزة الطفل المبدع .. محاولة لإنقاذه من الغزو الإلكتروني!



ترعى الاثنين المقبل مهرجانا خصصته لأطفال الخليج التشكيليين


تحت رعاية الشيخة الدكتورة سعــاد الصبـاح تقيــم الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية «جائزة د. سعاد الصباح للطفل الخليجي المبدع في دورته الأولى» بمشـاركـة 90 طفلاً من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي بالإضافة إلى أطفال دولة الكويت، وذلك في الثامنة مساء الاثنين المقبل 29 مارس الجاري.
و قالت الدكتورة سعاد الصباح أن هذه الجائزة ما هي إلا تزكية لبذرة الأمل في تنشئة أجيال قادرة على الإبداع في مجال الفن التشكيلي، ولتحفيز قدرات النشء وتشجيعهم على  الاستمرار في هذه الموهبة التي تمثل إحدى الفنون الإبداعية الراقية.. وسط عالم أغرقهم بألعاب الكتروينة مليئة بالعنف وبرامج تنتج التغريب برسوم خيالية تفصلهم  عن الواقع، وتذهب به إلى عالم الكتروني وهمي.. مؤكدة كما أن الاهتمام بالمواهب الصغيرة في كل مجالات العمل الإبداعي يشكل خلق لمناخات صحية تنمو فيها هذه المواهب لتقدم المزيد في المستقبل الواعد بها وهو عمل يجب على المؤسسات المجتمعية والثقافية تبنيه على المستوي الخليجي والعربي بشكل عام، مشيرة إلى أن هذه الجائزة هي امتداد لنهج ألزمت به نفسها بتشجيع الإبداع وذلك ماتم عبر جائزة الفن التشكلي للفنانين بالإضافة إلى ما عمدت اليه دار سعاد الصباح للنشر منذ تبنيها لفكرة تشجيع الابداع العربي في شتي مجالات الفعل الادبي والعلمي عبر مسابقات محكمة.
وقال رئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية ورئيس اتحاد جمعيات الفنون التشكيلية الخليجية ونائب رئيس الرابطة الدولية للفنون الفنان عبدالرسول سلمان بأن جائزة سعاد الصباح إضاءة جديدة علي مشهدنا التشكيلي للاهتمام بالأطفال في تجاربهم المتعددة وأساليبهم المتنوعة حيث شارك كل طفل في رسوماته وأظهر تمسكه بالعلاقات والمظاهر المميزة للأشياء التي يتذكر أو يهتم بها مع إضافة التفاصيل إلى العنصر المرسوم، وفي أغلب رسوماتهم يكون هذا الاتجاه الموضوعي ليس تمثيلاً للواقع المرئي إنما يحاول المشارك أن يضيف من مخيلته مفردات وعناصر جديدة ترتبط بعمليات التركيب والدمج في علاقات ونظم جديدة تلعب الذاكرة دوراً أساسيا في حجم المعلومات البصرية التي يمتلكها عن الأشكال والوحدات والألوان والعلاقات لذلك نلاحظ في عدد من رسوماتهم التعبير عن الإنسان أو الحيوان أو الطيور أو تعبيرهم عن الأشياء المصنوعة من مبان وسيارات وحدائق وغيرها من التي شاهدها وأبصرها في العالم المحيط به فقد عبر عنها بموجزات شكلية، بسيطة يسهل فهمها لأنها غير غامضة وتتميز بخصائص مثل المبالغة والحذف والتكبير والتصغير والإطالة والإضافة كل ذلك من خياله ومن ارتباطاته العاطفية لهذه الرموز التعبيرية المليئة بالإحساس والمشاعر. كما نلاحظ في عدد آخر من الرسومات أن كل مشارك يغالي في الجزء الذي يهتم به عاطفياً، ويهمل أجزاء أخرى قد تكون أكثر أهمية لتأكيد علاقات محدودة الحجم عاطفياً.
واضاف عبدالرسول : ننتهز هذه الفرصة للتعبير عن شكرنا الخالص للشيخة الدكتورة سعاد الصباح لدورها الفعال في احتضان المبدعين ودعمهم من الكبار والصغار في جميع المجالات وذلك لإيمانها بدور الثقافة والفنون في رقي الأمم وتقدمها. كما نتقدم بالشكر والتقدير لجميع المؤسسات التي ساهمت بدول مجلس التعاون في انجاح هذه التظاهرة التي نهدف فيها إلى تنمية الخيال والقدرة على الإبداع والملاحظة والدقة في تمثيل الواقع المرئي.
                                             

الأربعاء، 17 أبريل 2013

دمعة غير قابلة للترجمة


بقلم: د. سعاد الصباح

 
بريشة: سعاد الصباح

في عالم القرية الصغيرة
أصبحت البيوت بلا أبواب.. والأقمار بلا أسرار..
وهذه فرصة مواتية للشاعر لكي يدس همساته - عن قرب - في كل قلب..
فما أجمل أن تكون شاعرا في زمن الاحتلال التكنولوجي!
وما أروع أن تكتب الأحاسيس في وقت توقف فيه قلب العالم عن النبض، حتى انتهى زمن الحنين..
آه.. ما أحلى أن تكون وردة في صحراء.. ينتقل شذاها بكل لغة.. ويعرف معناها كل حبيب.
لكن الشعر دوما يحتاج إلى نحلة تنقل رحيقه من مكان إلى مكان..
ولايقوم بهذه المهمة سوى المترجم المتمكن.
ومع كل فعل ترجمة.. أسأل نفسي: هل يلغي المترجم لغتك، وتراكيبك؟ وعندما يحملك إلى قراء آخرين.. ماالذي يبقى منك؟ وماهو الشيء الذي يستطيع نقله؟
هل تتبخر حرارة القلب وهي تنتقل من إناءها العربي إلى إناء آخر أجنبي؟
فالمهم إذن هو الإحساس الحميم..
فتكون الترجمة إذن ماهي إلا نقل إحساس من لغة إلى لغة..
أما المتلقي فيعرف جيدا أن الدمعة التي سكبها الشاعر على الورق تستعصي على الترجمة.. ومافعله المترجم ليس  أكثر من استجلاء النص.. وكشف خباياه الحسية للقارئ.. ليكون الصراخ بأكثر من لغة.. وليكون الحب بألف شكل ولون.
الترجمة بناء على ذلك  فعل رائع وعظيم.. وكل مترجم يعمل عمل النحلة بين أزاهير الشعراء ليؤسس لتلاقح ثقافي عالمي..
يكون لأمانة المترجم فيها شأن عظيم.. من حيث أن مثل هذا العمل هو "حالة أدبية خاصة.. في سياق أدبي خاص"
لذلك أعتقد أن المترجم في هذه الحالة  ليس ناقلا بقدر ما هو شريك في الإبداع..
فعندما يتوغل في أحاسيس النص.. يكون قد خطى الخطوة الأولى في التماهي مع النتاج الإبداعي،
وعندما يشرع في تحويل الأدب من لسان إلى لسان آخر، يكون قد فرد جناحا مواجها لجناح المبدع.. ليتحقق بعدها  الطيران العذب.. في أنحاء الأرض.
 ولأن التطويع أشبه بفعل خيانة.. في الوقت الذي تعد الترجمة فعل أمانة مثلما هي فعل إبداع.. فلا يحسن للمترجم أن يقوم بتطويع النص على حسب اللغة المنقولة إليها.. لأنه بذلك يغتصب المعنى، ويكسر خصوصيته..
إن المترجم أمين على الهجرة التي تقوم بها الأحاسيس من اللغة المنقول منها إلى اللغة والمترجم إليها..
وعندما تتم ترجمة بعض أعمالي بين آن وآخر أتذكر أنني من أمة كان لها سبق اقتحام عالم الترجمة منذ قرون طويلة.. حيث كانت منهلا ونبعا للعلم.. نشطت منها فهب إليها المترجمون من كل صوب يشروب من لغة العرب العذبة الحية العميقة المعاصرة لكل زمن والمناسبة لكل علم..
وقد ظل الرحم العربي يلد المبدعين..
وبقيت الروح العربية العربية تفتح نوافذها على العالم..


 أصر المبدع العربي أن يشرع قلبه للآخر عندما عرف  أن الحكمة هي ضالة المؤمن.. فسعى إليها بإيمان، وحب، وإخلاص.. فالعالم الحقيقي هو الذي لايحتكر العلم.. وقد كان علماء العرب أنموذجا فريدا للإيمان بالعصر يحملون لغة حية قادرة على التعبير.. فنشطت الترجمة وتحفز العلماء للنقل والتنقيح والتحقيق..
لقد أنشأ علماء العرب على مدى 12 قرنا الجسر الأول بين مشرق الأرض ومغربها..  وفي هذا العالم ولدت الشمس.. فكان نورها يتغلغل في العقول المتفتحة التي آمنت بالانتفاح على الآخر، واستلهام كل العطاءات الإنسانية في نسق واحد.. متجهة إلى هدف واحد هو: تعريف الإنسان بنفسه، وتحريره من جهله.

ومن منطلق إيماني بأن المبدعين هم حراس القيم.. وقادة تحرير الإنسان.. اخترت أن أكون صوتا للحرية.. في كل الظروف وفي كل الأمكنة.

ذلك أنني لم أكتب لأقرأ نفسي.. بل كتبت ليقرأني العالم.. وعندما يقرأني فإنه حتما  سيسمع في صوت سعاد الصباح آلاف الأصوات:
صوت نساء صرخت بالنيابة عنهن
وحنين عاشقات عبرت بالأصالة عن قلوبهن
وبكاء مقهورين.. طالبت بحقوقهم..
وحزن مظلومين.. كتبت باسم أحزانهم
أما الطغاة فلم أكن لهم صوتا في يوم.. بل كنت سوطا يجلدهم.. فهم الوحيدون الذين كانوا لايحبون صوتي
فلم يكرهني إلا طاغية.. ولم يحاربني إلا عدو للحريّة..
كنت منذ البدء أقف في خطوط الجبهة الأولى، وفي منطقة المواجهة المباشرة.. وعندما أصدرت ديواني (في البدء كانت الأنثى).. كنت أتعامل مع الكلمة على أنها أنثى، والقصيدة أنثى.. والشمس أنثى (وليس التذكير فخر للهلال).. كما قال منشد الدهر أبوالطيب المتنبي..
وللشعر تحديدا خصوصية شديدة عندما يتعرض للترجمة.. لأنه يقف وجها لوجه أمام اختبار البقاء حيا كما هو، ففي الشعر ليس المطلوب من المترجم نقل المعاني.. فتلك مهمة العلوم التطبيقية..
في الشعر هناك معان ظاهرة وأخرى باطنة.. ولأن نار الشاعر لاتنطفى أبدا.. هناك دائما جمر حي تحت الرماد..
وبقدر إخلاصي للكتابة وللكتاب كنت دائما أعتقد أن الكتاب والإنسان... هما كائنان يتشابهان تشابهاً عظيماً في بنيتهما، وتشكيلهما ووظائفهما البيولوجية، بل إنهما يتشابهان حتى في دورتهما الدموية، وجهازهما العصبي وجهازهما التنفسي.
وكما يمارس الإنسان رياضة المشي، وتسلق الجبال، والسباحة، والتزلج على الماء، والسفر... فإن للكتاب أيضاً هواياته في الإبحار في المجهول، والسفر حول العالم

كان الكتاب قديساً يعلّم الحكمة وينشر المعرفة، ويخرج الناس من الظلمات إلى النور.. ولابد أن يظل كذلك..

بقي ان أقدم كل الشكر والامتنان لمن قام على ترجمة أعمالي .. وكم أنا محظوظة بفيض المحبة الذي غمروني به وكم أنا سعيدة باهتمامهم وتفهمهم.. وأشعر بسعادة تشبه سعادة نورس حلق فوق البحر بكل حيوية.. ثم انقض والتقط سمكة.. ثم حلق إلى الفضاء بنشوة الملوك..
وما الشعر سوى التقاط خاطف
أو برق مفاجيء يذهب من الروح إلى الروح..


 - كتبتها د. سعاد الصباح مقدمة لترجمة أشعارها إلى اللغة الكورية .. الذي أصدرته جمعية الصحافيين الكورية.

الاثنين، 1 أبريل 2013

طاولي كلّ طود أشم..

شعر شاعر البحرين الكبير: ابراهيم العريض

مهداه إلى الدكتورة: سعاد الصباح




طاولي كلَّ طَوْدٍ أشمِّما عهدناكِ إلا كأمِّ
يا ابنةَ الخُلْدِ أيُّ علاءٍلُـحْتِ منه لصادق حُلْمي
حزتِ في الخَلْق وحدَكِ قلباًنَيّراً بينما الحبُّ يُعمي
تستظلّين رايةَ عِزٍّولنجواكِ لألاءُ نجمِ
كيف عايشتِ أهلَ جوارٍخانقٍ بين خالٍ وعمِّ
كم تنادَوْا لبعض قضاياوتمادَوْا بها دون حَسْم
لقّنتْ ضربةُ الشمسِ درساًكلَّ رامٍ فما عاد يرمي
يا ابنةَ الخُلْدِ محضُ دعاءٍقدرُ اللهِ... همُّكِ هَمّي
مع تلك النوايا خُلوصاًكالأعاصير وَسْطَ الخِضمِّ
أن تَقَرّي بدنياكِ عيناًفي الورى بين مَدْحٍ وذَمّ
لقَرارٍ كبََرقةِ مُزْنٍمن تُسَمّين ، من لم تُسمّي
في احتجاز الأخصِّ ، سليهم:كيف ضلّوا طريقَ الأعمِّ؟
حيث يزهو سِواهم بآتٍهم بماضٍ - لدورٍ أهمّ
هو عَوْدٌ على البدء ، حتىعند من عاش غيرَ مُلِمِّ
بعُرى أمّةٍ في انفصامٍأيُّ دَوْرٍ يُراد لأُمّي!
ليس (ما قدّروه علاجاًشافياً) غيرَ جُرعةِ سمّ
إنهم أمّةٌ في انقسامٍعَوْذُ قاضٍ وحيرةُ ذِمّي
لم يغب عنكِ ما غاب عنهمبدّلَ القرنُ كَيْفاً بكَمِّ
هم كحادينَ خارت قُواهمفأناخوا ورَكْبٍ أصمِّ
يا لذاكراكِ والليلُ داجٍأين عن مثلها بدرُ ِتمِّ