الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

وَلَدي في المَدْرَسَة

تعود هذه الأبيات إلى أواخر الستينات .. عندما خطا حلمي الأول (مبارك الأول) - رحمه الله - خطواته الأولى في الدراسة .. ولم أكن أدري أن الحلم لن يطول كثيرا ...



هذه دَارٌ، وأَسْوارٌ، ورَوْضٌ، وأرِيجْ
       وصَدًى من ضَحِكاتٍ، وصُراخ وضجيجْ

ودمُوعٌ في مآقي جَمْع أَطْفالٍ  صِغارْ
                   وحكَايَا أُمَّهاتٍ في هُدُوءٍ وَوَقَارْ

كلُّ أُمٍّ في يَدَيْها فَلْذَةٌ مِنْ كَبِدِ
                 وأَنَا أَرْنُو إليهنَّ، وجَنْبِي وَلَدِي

جَمَعَتْنا صَيْحَةُ الخَيرِ لهذا المَوعِدِ
         نَرسُمُ الدَّربَ الَّذي يُرْجَى لآمالِ الغَدِ




                       سأَلُوني ما اسْمُهُ؟. عَاشَ وأَوْفَى وتَبارَكْ!
                                          قلتَ: هذا وَلَدي، معقِدُ آمالي، مُبَارَكْ

                         سأَلُوا: ما عمرُه ؟. قلتُ: تخطَّى الخامِسَهْ
                                      كَبِرَ البُرْعُمُ عن حِجْرِي وجاءَ المدْرَسهْ

                          ورَنَا الطِّفلُ بعيْنيْه إلَى الجوِّ العَجِيبْ
                                             ضَحِكاتٌ، ودُموعٌ، وغِناءٌ، ونَحيبْ

                         وبدا لي أَنَّه يحْمِلُ عِبْئًا وينُوء
                                        بعْدَ جَوِّ البيْتِ .. والبيتُ سُكونٌ وهُدوءْ

                         قالَ: يا أُمِّي إلَى البِيْت خُذِيني، فأنَا
                                               قدْ تعوَّدْتُ حياةً لستُ أَلْقاها هُنا ..

                        دَارُنا تَحْفِلُ يا أُمِّي بآلافِ الكُتُبِ
                                       غُرْفتِي تَزْخَرُ يا أُمِّي بأَصْحَابي اللُّعَبْ

                    قُلتُ: لا يا وَلَدِي، دَعْني .. وقَمْ شارِكْ لِدَاتِكْ
                                    أنْت في المُجتمعِ الصَّاخبِ، لا تحْيا لَذاتِكْ..


سعاد الصباح - من ديوان (أمنية)

البيان ثنائية اللغة تكرّم سعاد الصباح

الثلاثاء ، 29 اكتوبر 2013 - العدد 14516
جريدة كويتية يومية سياسية شاملةفنون

البيان ثنائية اللغة تكرّم سعاد الصباح

• سعاد الصباح تتوسط كريمتها شيماء وحفيدتها سعاد
• سعاد الصباح تتوسط كريمتها شيماء وحفيدتها سعاد
.. وتتسلم درعا تكريمية من ندى درويش
.. وتتسلم درعا تكريمية من ندى درويش
هزار راغب
هزار راغب
• سعاد الصباح وغنيمة القبندي
• سعاد الصباح وغنيمة القبندي
الفقرة الغنائية
الفقرة الغنائية
أحفاد سعاد الصباح: نوروفهد وصباح وسعاد الصباح
أحفاد سعاد الصباح: نوروفهد وصباح وسعاد الصباح
صبا الجاسم وهنا الزريدي ومناي العيسى وغنيمة القبندي ونور الصباح
صبا الجاسم وهنا الزريدي ومناي العيسى وغنيمة القبندي ونور الصباح
براك الشلال وعبدالله الزامل وراكان الشلال وحمود البرجس وعبدالله الصالح
براك الشلال وعبدالله الزامل وراكان الشلال وحمود البرجس وعبدالله الصالح
طلبة الثالث ابتدائي خلال تقديم القصائد الشعرية
طلبة الثالث ابتدائي خلال تقديم القصائد الشعرية
حوراء الخريبط
حوراء الخريبط
تم النشر في 2010/04/21 

>كاتيا عباس
 شكرت الشيخة الدكتورة سعاد الصباح مدرسة البيان ثنائية اللغة على التكريم الذي أقامته المدرسة بشكل عام وطلاب الصف الثالث ابتدائي بشكل خاص الذين قدموا اوبريتا وطنيا من أشعارها من إعداد المعلمة هزار راغب ، وأثنت خلال حضورها الحفل السنوي الذي اقامته  المدرسة بحضور ندى درويش وكيلة المرحلة الابتدائية والهئية التدريسية والادارية وأولياء الأمور على دور المدرسة في تعزيز الروح الوطنية وتأصيل حب الوطن والانتماء لدى الطلبة والطالبات.

  كذلك اشتمل الحفل على تقديم طلاب الصف الثالث الابتدائي فقرة غنائية اعدتها المعلمة ديبي أولا التي اشارت فيها الى أن الفقرة جاءت بناء على اختيار الطلاب حيث تساهم في تقديم عدد من المعلومات التعليمية التي تسعدهم في المنهج الدراسي.

وفي ختام الحفل شكرت وكيلة المرحلة الابتدائية ندى درويش الشيخة د. سعاد الصباح على حضورها وقدمت لها درعا تذكارية بالمناسبة.





الأحد، 20 أكتوبر 2013

افتتاح الدار

بقلم : د. سعاد الصباح



"أن تصنع كتابا      يعني أن تصنع إنسانا"
في هذا الاحتفال الديمقراطي الصغير، سوف نطفيء الشمعة الأولى لولادة دار سعاد الصباح للنشر.
وهذه الدار على طفولتها، وصغر سنها، استطاعت أن تنشر في سنتها الأولى قرابة المائة كتاب وأن تحقق بعضاً من أحلامها الطفولية، وما أجمل أحلام الأطفال وما أصعبها!!
وفي عالم عربي تتكاثر فيه دور النشر كالأسماك في البحر، تحاول دارنا أن تكون لها هويتها وشخصيتها، وبصماتها الثقافية الخاصة على الكتاب، فالكتاب جــدار مقدس إلا المطهرون لا يمسه.
نحن نريد أن نزاحم بقية الأسماك في عالم النشر، فلكل سمكة رزقها وطريقها في الإبحار.
والله يرزق الأسماك حيث تكون. . .
ورغم حداثة عهدنا في النشر. نستطيع أن نفاخر بأن ما نشرناه كان صادراً عن رؤية نشرية علمية ومستقبلية. ولم يكن قرار النشر لدينا مرتجلاً، أو عشوائياً، أو فرديا، بل كان قراراً جماعياً تتخذه لجان متخصصة في شؤون الفكر والثقافة والمعرفة.
أي أننا سلكنا في جميع ما نشرناه سلوكاً "ديمقراطياً" لا يتأثر بالصداقات ولا بالمحاباة.
ولا بالمجاملات الاجتماعية.
وزيادة في تمسكنا بمبدأ الديمقراطية في النشر فقد قررنا ابتداء من مطلع هذا العام إنشاء مجلس من الأمناء يتولى توجيه سياسة الدار على هدى خط الثقافة العربية القومية التي نؤمن بها. . .
ولا بد لي، ونحن نحتفل بمناسبة الميلاد الأول للدار من أن أتوجه بعميق الشكر إلى السادة المستشارين الذين حملوا الدار على أكتافهم في مرحلة التأسيس وكان لتوجيهاتهم. وحكمتهم، الفضل في جعل كتب الدار تتميز بنوعيتها الجيدة ومستواها الثقافي والحضاري . .
أما القاهرة فماذا أقول عنها؟ وماذا أقول لها؟
لقد كانت البيت الكبير الكريم الذي احتضن أحلامنا، وفتح لنا ذراعيه منذ اللحظة الأولى وأعطانا من التأييد، والتعاطف، والمشاعر النبيلة ما لا تستطيع الكلمات أن تعبر عنه . .
وهذا ليس بغريب عن أرض الكنانه التي كانت دائماً رحم الإبداع، ومنارة الفكر والحقل الذي أطعم العالم قمحاً وعقلاً، وفنا ومعرفة.
بعد عام واحد على عملنا في حقل النشر، نشعر اننا أقوى، وأكثر عافية وأشد حماساً وطموحاً ..
ولسوف نستمر في طريقها المرسومة . . حتى نساعد على ولادة الفجر . . وولادة الإنسان العربي الجديد. 
 
مقال من الأرشيف كتبته د. سعاد الصباح بمناسبة مرور سنة على تأسيس الدار
جريدة القبس
العدد 7057 – الصفحة 32



أنت الحضارة يا سعاد



لا أدري لماذا لا أتمتع بالشعر كثيراً هذه الأيام، هل هو دليل على تدهور الشعر أم تدهور قدرتي على الاستمتاع والاستيعاب؟ بيد أن حبة منشطة أعادت لنفسي لا متعة الشعر فقط بل الشوق إليه أيضاً. كانت هذه الحبة المنشطة ديوان سعاد الصباح الأخير " امرأة بلا سواحل" أجد من واجبي الإشارة على كل الكافرين بالشعر، أن يحصلوا على نسخة منه ليعيدوا لأنفسهم الإيمان به.
العنوان " امرأة بلا سواحل" يذكر القارئ بأوبرا فاغنر "الهولندي الطائر" ولكن بدون ذلك الصخب الفاغنيري. فأشعار سعاد الصباح خفيفة الظل، ناعمة الملمس، تدخل القلب والعقل بدون استئذان. هكذا على الأقل توغلت في عقلي وأثارت تفكيري بكلماتها الافتتاحية:
(فرق كبير بيننا. . يا سيدي
فأنا الحضارة والطغاة ذكور)
هذه كلمات تصلح كشعار عام للحركة العالمية المعروفة بحركة الأنثوية "فمنزم" والتي يظهر أن الشاعرة أصبحت من روادها في العالم العربي.
الكلمات تثير التفكير. هناك منطلقات أساسية في مسيرة الحضارة. كل هذا الازدهار العلمي الذي نراه لم يكن ممكناً بدون هذا الاختراع البسيط وهو الصفر "في الرياضيات". وكل هذه التكنولوجيا الجبارة لم تكن ممكنة بدون اختراع العجلة، كلاهما أخذهما الغرب منا بدون أن يدفعوا فلساً لنا عن براءة الاختراع.
على غرار ذلك نقول، كل هذه الحضارات والمدنيات لم تكن ممكنة لولا اختراعين أساسيين، هما العائلة واللغة. وكلاهما من اختراع سعاد. بالنسبة للأول كانت هي التي ولدت الأطفال وجمعتهم حولها وسهرت على نموهم ونضوجهم فنشأ حول هذه الخلية كيان العائلة في حين كان الرجال يجرون في الخلاء وراء الصيد والاقتتال. هكذا دخلت البشرية مرحلة الأمومة. بيد أن الرجل سرعان ماالتفت إلى ماأنجزته سعاد فقام بانقلاب عسكري واستولى على كل شيء وحول المرأة إلى أجير مستعبد هكذا دخلنا مرحلة الأبوة وكان ضمن ما استولى عليه الرجل "اللغة" التي سبق لسعاد أن طورتها ووضعت أسسها في مناغاتها لأولادها وتبادلها الحوار مع الخلايا العائلية الأخرى المجاورة لها. استولى الرجل على هذين الاختراعين الأساسيين للحضارة دون أن يدفع لسعاد فلساً واحداً عن براءة الاختراع.
بيد أن هذين الاختراعين الأنثويين لم يكونا المساهمة الوحيدة التي قدمتها سعاد لقصة الحضارة. يقوم الكثير من فصول هذه القصة على الاكتشافات الجبارة التي أنجزها الإنسان. اكتشاف أمريكا وأستراليا والقطب الجنوبي. . الخ. وكذلك الاكتشافات الطبية الحاسمة. اكتشاف المكروب وذبابة التسي تسي وبعوضة  الانوفليز . . الخ. كل هذه الاكتشافات لم تكن ممكنة لولا نقنقة المرأة في البيت وصياحها وعراكها الذي جعل الرجل يهرب من وجهها في البيت ويفضل قضاء وقته مع ذبابة التسي تسي في المختبر، أو يركب السفن ويذهب ليفتش عن مكان آخر لا تستطيع امرأته أن تصل إليه. فأي رجل عنده ذرة من العقل يرحل إلى القطب الجنوبي ويتحمل برده وثلوجه ورياحه أو يتوغل في مجاهل افريقيا ويواجه سباعها وتماسيحها ووحوشها، لو كان عنده في البيت زاوية يستطيع أن يأوى إليها في هدوء وسلام، دون أن تنغص عليه امرأته صفوه وراحته؟!
قصة الحضارة هي قصة المرأة. وديننا لها لا حدود له، في سلبه وفي ايجابه. وهل من إسهام في هذه القصة أروع مما تقدمه لها سعاد الصباح. في شعرها ونثرها ودعمها لكل ما يمت ، وأحيانا لا يمت ، للحضارة بصلة.                      

خالد القشطيني


الشرق الأوسط 17 يناير 1995  / العدد 5894 – الصفحة 24