الخميس، 20 يونيو 2013

"سُعاد الصَّباح" .. القصيدةُ إقامةٌ في الوطن

                                         دراسة بقلم: عِذاب الركابيّ
               
1.القصيدةُ حالةُ عشقٍ ..!!
ينفقُ في فضائها الشاعرُ – العاشقُ ذهبَ وقتهِ ، لكنّها تجعلهُ نشوان
(ويقفزُ كعجلٍ صغير) كما يُعبّرُ كازنتزاكي .. حالة عشقٍ من نوعٍ آخر ..ممغنطة بكهرباء الجسدِ ..حكمتِ القلب .. زادتِ الليالي دفئاً .. وزهواً ، ولكنّها أخذت منها تاريخها .. ومن هّنا يفقدُ الليلُ كينونتّه ، ويصبحُ
( بلا تاريخ) كما رأى غاستون باشلار.
  الشاعرُ أوكتافيو باث يرى القصيدة (أغنية)  ، وحينَ أرادَ أنْ يمنحها تاجَ الوجودِ أخرجها من دائرةِ اللعب بالكلماتِ إلى أنّها (سرٌّ مَقدّس ) – الشعر ونهاية القرن ص5. ولرقّةِ القصيدةِ وحميميتها وشفّافيتِها الكبيرة تصيرُ عندَ أبوللينير :( لُغةٌ إلهية) ، والكلمةُ فيها مُفاجئة تشبهُ (إله مرتعش) .
  والقصيدة بتعريف مالارميه:(حدثٌ في اللغةِ) ، ولهذا تظلُ القصيدةُ تلكَ العاشقة السّاحرة(توقظُ الأرواح النائمة في اللغةِ) لكيْ (تصلَ إلى المجهول)- حسب تعبير الشاعر الرائي آرتور رامبو .
    أمّا الشاعرة سعاد الصّباح الّتي تعيشُ حياتها بكلّ تفاصيلها شعرياً وتربطُ بينَ
( الشعر والحياة) كأجمل وأعمق ما يكونُ ، فأنّ القصيدة لديها ملاذٌ ، ودفءٌ ، وحريةٌ ، ووطنٌ ..!! بلْ أنَّ هذهِ الشاعرة العربيّة النبض والهوى ترى القصيدةَ :
إقامةً في الوطن !!
لا تتركوا السيفَ على غمدهِ
فتاركُ السيفِ عدوُّ الرشادْ
وقبّلوا المدفعَ يثأرُ لكُمْ
ولا تبالوا بالليالي الشّدادْ
حتّى تعودَ الأرضُ صفواً لنا
ويرجعُ الكوخُ ، ويحلو الرّقادْ
ويسمعُ الليلُ أغاريدنا
في ملتقانا ، في ليالي الحصادْ
ويفرحُ اللهُ بنا عندما
تزولُ أسطورةُ أرض المعَادْ    قصيدة(أمّ الشهيد)ص33
2. القصيدة – وطنٌ !!
هكذا تقولُ عناقيدُ الكلماتِ الممتدة من قلبِ الشاعرة النابض بالحُبّ ، وحتّى آخر ذرّة ترابٍ ، في أبعد مدينةٍ عربيةٍ ، تحتفلُ بمواكبِ الضوء ، والفرح ، والأطفال ، والمطر ..
والقصيدة – شريان الأرض الظامئة للمحبّةِ والعناق أبداً !!
إنّ شمسَها ، وتربتَها ، وحقولها ، وأشجارها تؤلّفُ الأغاني .. والأناشيد .. والأدعية ، ليظلّ حليبُ الأرض ، ودمعها الصّادق العنوانَ .. والهويةَ .. والطريق:
في بلادي .. في مغاني أرض أجدادي الجميلةْ
لي حكاياتٌ ، وآياتٌ ، وأبياتٌ طويلةْ
أنّهم جاؤوا وفي جعبتهم خيرُ عَتَادْ
من تقاليدَ ، وأخلاقٍ ، وحبٍّ للجهادْ  قصيدة( زمان اللؤلؤ) ص31.
والعروبة عند الشاعرة سعاد الصباح هيَ كلّ العشق ، وكلّ الحياة ، وأنّها نزيفُ الكلمات ، وإذا ما بدا إيقاعُ همّها العروبيّ عالياً ، وذلكَ لأنَّ نبضَها القوميّ يتجدّدُ في كلّ كلمةٍ ..وكلّ قصيدة..وعلى ضوء كلّ مدينةٍ .. وعلى رقصةِ كلّ قطرةِ مطرٍ عربيةٍ دافئة .. فهذهِ مصرُ – النخلة الباسقة ، والغيمة الحبلى بالماء، ولآليء اللقاء .. هيَ البداية !! وهذا عبد الناصر الرمز – الثائر هوُ عمرو بن العاص ، وابن زياد ، وعُقبة .. وهوَ يُؤسّسُ للألفةِ .. والمحبةِ .. والوحدة ، ويضعُ حجرَ الأساس للمودةِ ، واللقاء العربي الحميمي الأبدي ، ويُؤرّخ للحظةٍ عربيةٍ خالدةٍ ، رتّبتها القصيدة ، وشمس النضال القومي ، والتربة النابضة بالحُبّ .. والدفء .. والأمان :
لا تقولي ..سقطَ الفارسُ عنْ ظهرِ الجوادْ
وسجا الحُلمُ المرجّى ، وهوى الصرحُ ومادْ
إنّهُ كانَ النبض الّذي يغذو الفؤادْ
إنّهُ كانَ الّذي علّمنا معنى الجهادْ
بيدٍ تبني وتُعلي.. ويدٍ فوقَ الزنادْ
أنّهُ استشهدَ كيْ يُصبحَ للجرحِ ضمادْ
باذلاً في جهدهِ من دمهِ الغالي مدادْ
لوفاقِ العُربِ بعدَ المحنِ السّودِ الشّدادْ
أروِ عنهُ .. أنّهُ قرّبَ أيّامَ الحصادْ
لقيامِ الوحدةِ الكبرى..وتحقيق المرادْ
سائراً في دربِ عمرو..وطريق ابنِ زيادْ  
          قصيدة( عندما رحل عبد الناصر) ص34
3. والقصيدة عندَ الشّاعرة سُعاد الصّباح  إيحاء ..!! فهذهِ الرموز العربية الّتي سطّرتْ أنصعَ .. وأخلدَ الصفحاتِ في التاريخ العربي والإنساني هيَ مصدرُ الإلهام وعصب الرؤيا .. وهيّ الهاجس العروبيّ الكبير .. هيَ الثروة ، والمجد ، والتاريخ ،والنبض الحي ، هكذا ترى الشاعرة ، إنَّ الماضي البطولي سلاح ، وأنّ الذاكرة العربية تقاوم الخضوع والكسل بذلك الماضي الجميل ، فهوَ الهاجس ، والدليل ،
وباقة النجوم إنهاء سلطة ظلمة الحاضر.. والتخلص من سهام مستقبلٍ غامضٍ .. مُرعبٍ .. ومخيف :
أجّجوا الحقدَ أيُّها الأشقّاءُ
لمْ تَمُتْ في عروقنا الكبرياءُ
من حنايا عروبتي رضعَ المجدُ
وكانَ العُلا ، وهانَ الفداءُ
أنا أُمّي الغرّاءُ فاطمةُ الزهراءُ
وأُختي العظيمةُ ..الخنساءُ
وأبي يعربُ الّذي باركَ الأرضَ
وقامتْ في ظلّهِ الأنبياءُ
وأخي قاهرُ الغزاةِ الصّليبيين
يا ليت تنطقُ الأشلاءُ
هؤلاءِ الكرامُ قومي ، فقولوا
مَنْ همو قومُكم؟ ومِنْ أينَ جاؤوا؟ قصيدة(صيحة عربية)ص36.
4.والقصيدة نغمةٌ ..!!
فهذا الإيقاع الصّادر من تربةِ همّها القومي ليسَ تقليدياً . ولا مُكرّراً ، إنما هوَ إيقاع جديد ، دافق بالحياة بكلّ صدقٍ ، وشفّافيةٍ ، وحراةٍ ،
والشاعرة إذْ تبدو مُستسلمة لهمٍّ إنسانيّ يُؤرّقها ، ويسقيها عذابَ اللحظةِ المشتعلة بالأحلام ، ذلكَ لأنّها صَبورة ، مُطيعة ، خاشعةٌ في حضرة القصيدة الّتي فوضت الشاعرة لها أمرَها ، وبدتْ هيَ والقصيدة كعاشقين أسطوريين ، قاموس عشقها الشعريّ أبجدية لعصرٍ جديدٍ .. ووطنٍ جديدٍ ..وحياةٍ لا تُعاشُ إلاّ شعرياً :
إنّ في قلبي جواداً عربيّا
عاشَ طولَ العمر في الحُبِّ أبيّا
فإذا عاندتهُ ، ألفيتهُ
ثارَ كالماردِ جبّاراً عَتيّا
همسةٌ تأتيه عنْ غيرِ رضاً
يملأُ الكونَ ضجيجاً ودويّا
فحنانيكَ .. وحاذرْ غضبتي
إنّ في قلبي جواداً عربيّا   قصيدة ( جواد عربي) ص43.
5.والقصيدةُ لُغةُ الجسدِ الحالمِ ..!!وأصابعُ الشاعرة الّتي ترتعشُ حُبّاً ، لمْ تخطْ شيئاً غير قلائد الحُبِّ .. والانتماء لهذا الوطن ، في قلبها خوفٌ ، وحزنٌ ، وقلقٌ ، ويأسٌ ، وأملٌ نحيلٌ .. خوفٌ من أنْ يديرَ التّاريخ ظهرهُ للبطولات .. والأمجاد العربية .. خوفٌ من أنْ يحزنَ السيف العربي ، ويُسلّم بريقه للصمتِ والضجر والكآبة .. خوفٌ من أنْ تهجرَ الجيادَ خطواتها الشجاعة .. خوفٌ مُزمنٌ يعقبهُ غضبٌ شرسٌ ، وهي ترى الوطنَ كمريضٍ في سرير اليأس ، تغزو جسده الأوهام .. والذاكرة مُحاصرة برياح البلادة والذبول ..من أجلّ كلِّ هذا تبكي الشاعرةُ .. تمرضُ .. تتحطّم ، ولكنّها لاتُهزم ، بلْ تزدادُ انتماءً للوطنِ ، وهي تنتظرُ – كلّ صباحٍ – الفارسَ .. والمنقذ الّذي تشرقُ فوقَ كفّيه الودودتين شمس الولادة .. والخلاص .. والانعتاق :
كُلّما مَرَّ ببالي عربُ اليومِ .. بكيتْ
كُلّما أبصرتُ هذا الوطنَ الممتدَّ
بينَ القهرِ والقهرٍ .. بكيتْ
كُلّما حدّقتُ في خارطةِ الأمسِ
وفي خارطةِ اليومِ .. بكيتْ !!
       * * *
هلْ منَ الممكنِ إلغاءُ انتمائي للعربْ ؟
إنَّ جسمي نخلةٌ تشربُ من بحرِ العرَبْ
وعلى صفحةِ نفسي ارتسَمتْ
كُلُّ أخطاءِ ، وأحزانِ ، وآمالِ العربْ !!
سوفَ أبقى دائماً ..
أنتظرُ المهدي يأتينا ،
وفي عينيهِ عصفورٌ يُغنّي .. وقمَرْ
وتباشيرُ مَطَرْ ..!!
            قصيدة( إنّ جسمي نخلة تشرب من بحر العرب) ص94.
6. والقصيدة رؤية ..vision  (رؤية ما لا يُرى وسماعُ ما لايُسْمَع )- آرتور رامبو ، وفي شعرِ سُعاد الصّباح الوطنُ هوَ النبضُ ، وتربتهُ الرؤية ، وإنسانهُ الشريانُ الّذي يحملُ الدمَ والحياة ، ومن هُنا يظلُ الثائرُ – الرمزُ شريانَ هذا الوطن المُصادر ، وانتظاره كمُحرّر ، ومسيح جديد ، أوْ المهدي المنتظر تُنبيء بهِ قصيدة – الصّباح ، وتُبرّرهُ ، وترصدُ خطواته الملائكية في الحضور والغياب ، كعاشقٍ جديدٍ ، يأخذُ من الكواكبِ علوّها وبريقها ، ومن الشمس ضوءها وهندسة ضفائرها ، وهوَ حُلمُ الإنسان الجديد ، المشدود لضوء  نهارٍ ليسَ كلّ النّهارات :

كانَ هوَ المهديَّ في خيالِنا
وكانَ في معطفهِ يُخبّيءُ الأمطارْ
وكانَ إذْ ينفخُ في مزمارهِ ..
تتبعهُ الأشجارْ
   * * *


كانَ هوَ النجمةَ في أسفارنا
والجملةَ الخضراءَ في تُراثنا
كانَ هوَ المسيحَ في اعتقادنا
فهوَ الّذي عمّدنا ،
وهوَ الّذي وحَّدنا ،
وهوَ الّذي علّمنا ،
أنَّ الشعوبَ
تسجنُ السَّجانْ      قصيدة( من امرأة إلى جمال عبد الناصر) – ص121.

7. وفي قصيدة سُعاد الصّباح يتحدُ الجزءُ بالكلِّ .. وتتآلفُ الأشياء على ضوء الحروف.. وخطواتِ جياد الكلمات ، يتماهى الشعورُ القوميّ بالإنسانيّ ، يأخذانِ إيقاعاً واحداً .. والكلمةُ والسيفُ والرصاصةُ يولدونَ من رحمٍ واحدٍ ، في وطنٍ ينشأ في أحضانِ بركانٍ .. وطنٌ ظاميء للحرية ، تحرسُ خطوات أبنائهِ وثوّارهِ قوافلٌ من الورود والقصائد والأحلام :
يا عصرَ المنافي والشتاتْ
يا زماناً عربيّاً ..
لمْ تعُدْ تنفعُ في الكلماتْ
يا زمانَ القُبحِ .. مِنْ أينَ يجيءُ المبدعونْ ؟
في بلادي ..
وعلى أيّ صليبٍ من دموعٍ يُلدونْ؟
أعطني شبراً من الأرضِ يُسمّى وطَنَاً
ما بهِ مشنقةٌ .. أوْ مخبرونْ
أعطني شبراً من الأرضِ يُسمّى وطَناً
لا تُغطّيه المنافي .. والسجونْ    قصيدة( وصل السيف إلى الحلق)-ص133

8.إذا كانَ الشعرُ يستوطنُ الجسدَ الحالمَ ، فلابدّ أنْ يكونَ باعثَ حركتهِ الريحانية ..وإذا كانت القصيدةُ وطناً ، فيحقّ لهذهِ الشاعرة أنْ تقيمَ في الوطن ، بلْ ترسمُ وتشكّل بدمعٍ كرستاليّ ملامحَهُ ..وخارطتَهُ الجديدة !!
   هذا شعرٌ يُشبهُ تظاهرة الورد ، المُؤيَّدة بالصّحو المنغّم البهيج ، وهذهِ شاعرة – ثائرة تحرّك المفاصل المعطلة في جسدِ هذا الواقع ، وتضفي عليهِ  جمالاً ، وهيّ تمغنطهُ بحرارةِ نبضها القومي والإنسانيّ .
  قصائد سُعاد الصّباح تجرحُ ، وتبعثُ على الأملِ معاً ، وهي شاعرة تهزمُ اليأس وتُعيد لهُ ربيعهُ الآفل .. ووروده الذابلة .. قصائدُ تبتهجُ بالوطن ، وتقيمُ للمحبةِ والألفة كرنفالاً دائماً .. شاعرةٌ تسكنُ الوطنَ ، ويسكنها ، ويحتفلُ الاثنانِ بولادة الصّباح ..والدهشة .. والقصيدة !!
  روحُ شاعرةٍ ( مركزُ ذبذبة) – مالارميه !!
وحماسٌ  شعريّ ( السّمة الإلهية المميزة للشعر) – أوكتافيو باث !!
سعاد الصباح شاعرة .. لا تحكي جُرحَها فحسب ، إنما تنتمي وتقاوم أيضاً !!
الوطنُ في قصائدها لا يغيبُ ، إنما يُولدُ .. ويتجدّدُ !! قصائدُ لا تُضيء .. ولا تقترحُ فحسب ، إنما تبني الوطن – الحلم ، والإنسان الحالم ..!! تترجمُ هاجسَ أرضٍ لا تنبتُ شجراً .. وعسلاً فحسب ، إنما تلدُ الرجالَ .. والثوارَ .. والأحلامَ .. وكرنفالاتِ الفرح ِ.. كلُّ هذا تُوحي بهِ قصائد سُعاد الصباح ..!!
                                                   عذاب الركابي



مع قهوة الصباح - عبدالله باجبير



امرأة بلا سواحل!





"سعاد الصباح"  ظاهرة .  .
باهرة . . هادرة .. شاعرة . . ناشرة !
هي ظاهرة لأنها ربما أول أميرة يجعلها الشعر أو تجعل الشعر همها الخاص والعام . .
وبدلاً من الرحلة بين بيوتات الأزياء ومعارض المجوهرات والفوريرات جعلت رحلتها بين ورق الطبع وهدير المطابع، وأحبت الحبر مع الشعر وتاقت لأن تجعل القصيدة جزءاً من خبزنا اليومي . . وأن تنضم إلى الصورة التذكارية لامرىء القيس والمتنبي وأحمد شوقي وصلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطي حجازي وبدر شاكر السياب ونزار قباني وعبدالوهاب البياتي وأمل دنقل . . تنضم إلى كل الشعراء . . الأموات منهم والأحياء.
في ديوانها الأخير . . " امرأة بلا سواحل " تظل مخلصة لبحر شعرها الأثير تبحر فيه بلا سواحل من أجل رجل استثنائي تبدأ به الديوان وتنتهي به . . وتعتبره سيدها بلا مواراة ولا مداراة تهدر كالموج . . تبهر كالشمس . . وفي البحر وفي الشمس تقاتل وتحب . . تحمل سيفاً وتحمل قلباً كلاهما ينبض بالحياة والحب.



يا سيدي . .
سوف أظلُّ دائماً أقاتل . .
من أجل أن تنتصرَ الحياة . .
وتورقُ الأشجارُ في الغابات . .
ويدخلُ الحبُّ إلى منازل الأموات . .
لا شيءَ غيرّ الحب . .
يستطيعُ أن يحركَ الأموات . .
ياسيدي . .
لا تخش أمواجي ولا عواصفي . .
ألا تحب امرأة ليس لها سواحل؟!

وعلى الرجل الاستثنائي أن يجيب . .
وأن ينفخ ريحَهُ في الشراع ويلتقي بها . .ولكن أين . . ؟
وهي بلا سواحل!


يشعرني ديوان "سعاد الصباح" أنها معلقة في النفس الأخير . .أنها تتنفس بصعوبة . .
أنها حالة احتراق . . قاموسها الشعري متطرف، فهي لا تعرف الكلمات المترددة ولا المتوسطة ولا المهادنة . . إنها تصارع طول الوقت وتحارب طول الوقت وتقاتل طول الوقت وليس خلفها حماية ولا أمامها إلا الرجل أو النصر.
تتصارع في أعماقي رغبتان . .
رغبتي في أن أكون حبيبتك . .
وخوفي من أن أصبح سجينتك . .
***
والرغبة في وصالك . .
والرغبة في اغتيالك . .
***
اغتاليني يا أميرتي!



نُشرت في جريدة الشرق الأوسط
6/6/1995

عدد 6034 / ص 23

الأربعاء، 19 يونيو 2013

انت الحنان


شعر: سعاد الصباح
لحن وأداء: عبادي الجوهر

انت الحنان بدنيتي           لاجار ياخلي الزمان

ألقى بعيونك فرحتي          فيها الأماني والحنان

حتى وانا في غربتي         حبك حبيبي لي وطن

من غيرك أنا ما أعيش       قربك لروحي هو أمان

وأنت اللي في بالي تعيش    ياأغلى شي بها الزمان

طيفك يشارك وحدتي       وصارت عيوني له سكن

سمعني صوتك من بعيد     أبشعر إنك بس معاي

يا حلمي الغالي الوحيد     فيك الرجا ودنيا مناي

لو شفت حالي من البعيد   إن كان قلبك لي يحن

الأحد، 16 يونيو 2013

اعتذار.. شعر: سعاد الصباح - غناء: أصالة / الحان :محمد الموجي




يا منـى القلـب من القلب اعتذارا
إن طغى الشـوق بجنبيـا وثــارا
فهيامـي بــك ماكـان اختيـارا
أنت من تجعـل ليلاتـي نـهـارا
أنت من تملـأ أيامي اخضـرارا
أنت مـن تسعـد أحلامي العـذارى
أيها الطير الـذي رف وطـــارا
وأنـا ابنـي لـه فـي القلـب دارا
كيـف أمـسـى حبنا نورا ونـارا
أنــا أهــواك وأهواك جهـارا
وأغنـي بــك زهوا وافتخـارا
أيهـا الشـاهـق كالشمس مـدارا
قـل ولا تشفـق ولا تخشى اعتبارا
أتـرى تـذكـر أيـامي الحـيـارى
كل ما شق بـك الدهـر مــزارا
فإذا طـاف بـك الشـوق غـرارا
فتذكـر أنـنـي ضقت اصطبـارا
وتــرفـــق بأمانيّ السكـارى
لا تـدع طيفـك عنـي يـتـوارى
لا تدعني اسـأل الغيـب مـرارا
وأنـا اعتـصـر الدمع اعتصـارا
أنـا كـم أفنـى وكم أحيا انتظارا
بـل دع الشـوق لروحينا شعـارا
والـرســالات لقلبينـا حـوارا
يامنـى القـلـب من القلب اعتذارا