الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

جناح دار سعاد الصباح في معرض الكتاب يستقطب الجمهور..



لأول مرة  أمسية في (سي دي) لسعاد الصباح



وزير الإعلام الشيخ محمد عبدالله المبارك في زيارة للجناح أثناء الافتتاح
أمسية بيروت للدكتورة سعاد الصباح في شريط دي في دي




جانب من الجناح



حظي جناح دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع في معرض الكتاب الدولي في الكويت بإقبال كبير من جمهور المعرض خلال الأيام الماضية.. وقد أشاد جمهور الزوار من مثقفين وقراء ومتابعين وإعلاميين بما يحويه الجناح من نتاج ثقافي مميز لمثقفين وأدباء  ومفكرين على مستوى العالم العربي، وهي جهود بذرتها د. سعاد الصباح منذ نشأة الدار قبل أكثر من ربع قرن.
وتأتي في واجهة إصدارات الدار تلك الطبعة الفاخرة من سلسلة مجلة الرسالة المصرية في 40 مجلد والتي تعد من مفاخر نتاجات الدار كما هي من مفاخر نتاج الفكر العربي خلال الفترة من الثلاثينيات إلى الخمسينيات من القرن الماضي حيث كان يرأس تحريرها  أحمد حسن الزيات. ويضم جناح الدار دراسات تاريخية ودراسات نقدية لعدد من المفكرين منهم د. عبدالله الغذامي د. جابر عصفوور ورجاء النقاش، كما تضم عددا من المجموعات الشعرية الكاملة لكبار الشعراء مثل أحمد عبدالمعطي حجازي، سميح القاسم وبلند الحيدري، بالإضافة إلى إصدارت جيل الشباب في مجالات الشعر والقصة والرواية والنقد والمسرح.. ويحوي الجناح كافة إصدارات الفائزين بمسابقة الشيخ عبدالله المبارك للإبداع العلمي والفائزين بمسابقة د. سعاد الصباح للإبداع الأدبي منذ نشأة المسابقتين قبل مايقارب الثلاثة عقود.
وتعاونت الدار في هذا العام مع عدد من المثقفين والأدباء لعرض نتاجهم الثقافي مثل الكتابة دينا العيسى والباحث طلال الرميضي والشاعر سعد علوش، والكاتب عبدالرحمن العتيبي، كما ضم الجناح لأول مرة سلسلة من الإصدارات الثقافية الصوتية، وقد وفرت الدار لأول مرة أمسية د.سعاد الصباح التي أقامتها في بيروت عام 1997 على شكل صوتي في (سي دي) وكذلك مرئي في (دي في دي)، وهي الأمسية التي حظيت بحضور جماهيري لافت..




الاثنين، 26 نوفمبر 2012


ناقشت معهم قضايا إعلامية وثقافية
د. سعاد الصباح تولم لوفد الناشرين العرب

                                                                          د. سعاد الصباح

                                                                           - جانب من اللقاء


                                                             د. سعاد الصباح ترحب بالسيدة سميرة عاصي

أقامت الدكتورة سعاد محمد الصباح وليمة غداء في القصر الأبيض لوفد من الناشرين والمثقفين العرب يزور الكويت للمشاركة في فعاليات معرض الكويت الكويت الدولي للكتاب المقام هذه الأيام..
وضم الوفد كلا من : رئيسة اتحاد الناشرين في لبنان سميرة عاصي،  د.عدنان زهران رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين، محمد رشاد رئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية، علي ديب ميسو رئيس اتحاد الناشرين السوريين، بالإضافة إلى غازي مراد  رئيس دائرة العلاقات العامة في الجامعة اللبنانية.
 وحضر اللقاء كل من الشيخ أحمد الدعيج الصباح وحرمه الشيخة شيماء عبدالله المبارك الصباح، والشيخة علياء العوالق حرم الشيخ مبارك عبدالله المبارك الصباح، وعلي المسعودي مدير عام دار سعاد الصباح للنشر..
وقد فرضت عدد من القضايا الثقافية نفسها على النقاش في اللقاء ومنها حضور الشاعر العربي ومدى تأثيره ونجوميته مقارنة بجيل أواخر القرن الماضي، وكذلك أزمة الكتاب والعزوف عن القراءة وأهمية مواقع التواصل الاجتماعي ومدى جودتها كبديل تربوي وتثقيفي للجيل العربي الناشئ..
وكان للشعر بعض الحضور، وكذلك لفلسفة اللون التي تستخدمها الدكتوره سعاد الصباح في لوحاتها التي اشتغلت عليها في الفترة الأخيرة باهتمام أكثر مما سبق.
وكان الناشرون قد قاموا بزيارة إلى جناح دار سعاد الصباح في معرض الكتاب، وتم تبادل وجهات النظر حول وسائل التعاون في هذا المجال بين اتحادات الناشرين ودار سعاد الصباح كواجهة ثقافية عربية أثبتت حضورها القوي في المنطقة خلال أكثر ربع قرن من الزمن.



الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

عندما تصير الأم وطناً ..

د. سعاد الصباح
د. سعاد الصباح

| د. سعاد الصباح |

في هذا العالم الملوث الذي يحاصرنا، تبقى الأم هي الغابة الخضراء الوحيدة، التي يمكن أن ننام تحت أشجارها الوارفة.
وفي هذا العالم المتخشب العواطف، والنرجسي، والأناني، تبقى الأم هي ينبوع الحنان الوحيد الذي يمكن أن نغتسل بمياهه العذبة.
وفي هذا العالم الذي لم يعد فيه قديسون، ولا أنبياء، تبقى الأم هي الكتاب المقدس الذي يمنحنا الإيمان والثقة وراحة النفس..

وفي هذا العالم المهدد بالإشعاعات النووية، والمسلّح حتى أسنانه، تبقى الأم هي منطقة السلام الوحيدة التي ترفع رايات الرحمة والمحبة.
وفي هذا العالم المادي، الاستهلاكي، الراكض وراء منافعه وملذاته الأرضية، تبقى الأم هي الجزيرة الوحيدة التي تتعاطى زراعة الورد... وصيد السمك... وكتابة الشعر.
وفي عالم عربي يأكل بعضه بعضاً، وتنهشه الأحقاد والخلافات الطائفية والمذهبية والعقائدية، تبقى الأم هي المؤسسة الوحيدة التي تنادي بالحب، وتدعو الأخوة المقاتلين إلى إلقاء أسلحتهم، والعيش المشترك تحت سقف العروبة الواحد...
وفي عالم عربي تخلى عن عبادة اللهّ إلى عبادة نفسه، وتخلّى عن قيمه العظيمة، ومبادئه الأخلاقية التليدة، وميراثه الفكري والحضاري العميق، تبدو الأم وكأنها المرفأ الأخير الذي يمكن للعالم العربي أن يلتجئ إليه للوصول إلى شاطئ السلامة.

فليت العرب يتعلمون من الأم، كيف يحبون بعضهم، وكيف يعانقون بعضهم، وكيف يتعايشون، وينامون تحت سقف واحد.
إن عيد الأم هو مناسبة كبرى نتعلم منه كيف نكون متحضرين... وكيف نكون طاهرين... وكيف نكون مثاليين... وكيف نكون عاشقين.
فياليت رجال السياسة في الوطن العربي يتعلّمون من أمهاتهم، كيف يمارسون الحكم بعدالة، ورحمة، وتجرد، ومساواة.
وليتهم يتعلمون من أمهاتهم، كيف يخدمون الرعية، وكيف يعملون من أجل سعادتها ورخائها، وكيف يحترمون حقوق الإنسان، ويؤمنون له لقمة الخبز... ونسمة الحرية. قد يسألني سائل: وما علاقة عيد الأم بالسياسة والسياسيين؟
وأجيب عن هذا السؤال بأن الأم ليست مدرسة بيولوجية أو عضوية فحسب... ولكنها مدرسة سياسية كبرى يتخرج فيها كل الرجال الذي يحكمون العالم.
فإذا استوحى هؤلاء الرجال من سلوك وأخلاقيات أمهاتهم فإنهم بكل تأكيد سيحكمون شعوبهم بصورة نموذجية.
أما إذا كان هؤلاء الرجال لم يرضعوا حليب أمهاتهم جيداً، ولم يعرفوا الدفء في أحضانهن... فإنهم سيحكمون شعوبهم بصورة شيطانية... ويصبون عليها كل أحقادهم وعقدهم، وإسقاطاتهم النفسية.
إذاً، فالأم ليست مدرسة واحدة... ولكنها مجموعة مدارس وجامعات نتعلم منها جميع ألوان المعرفة، ونأخذ عنها دروس اللغة، والتاريخ، والجغرافيا... كما نأخذ عنها دروس الوطنية والانتماء القومي.



* من كتاب «كلمات... خارج حدود الزمن»

الثلاثاء، 6 نوفمبر 2012

بناية حبٍّ... اسمُها الكويت


بناية حبٍّ... اسمُها الكويت


| د. سعاد الصباح |

تختلط في أعماقي للكويت، مشاعرُ الأمومة، بمشاعر الانتماء القومي، بمشاعر الزهو، والكبرياء، والثقة بالنفس.
فالكويت، هي قبل كل شيء رحمٌ تكوَّنا جميعاً داخل جدرانه الدافئة، وشجرة طيبة أكلنا منها أطيب الثمار. وبحر كريم أعطانا أغلى ما عنده من لآلئ.. وسقف حنون التجأنا إليه، فزودنا بالحب والسلام والطمأنينة.
إن الكويت، رغم شمسها الحارقة، وطقسها المغبر، ومناخها الصعب، تبقى في عيني جنة الجنّات... فالجنة حالة نفسية وعاطفية قبل أن تكون أي شيء آخر.
ذلك أن العلاقة بين الوطن وأبنائه... لا تقوم على نشرة الأرصاد الجوية... بقدر ما تقوم على التموّجات الفكرية والنفسية والعاطفية.
فالوطن، هو هذه الرائحة القوية التي تتمسك بثيابك، وحقائبك ، ومسامات جلدك، في أي مكان تكون فيه على سطح الكرة الأرضية.
أهم ما في الكويت في نظري، أنها بيت، بكل ما تعنيه كلمة البيت من دفءٍ، وأمان والتصاق بالأشياء...
وهي أيضاً مظلّة، بكل ما تعنيه كلمة المظلّة، من رعاية، وحماية، وإحساس بالأمان.
لكنَّ أهم ما في وطننا هو ناسُهُ الطيبون...
هو هذه الأيدي التي يمسك بعضها بعضاً...
هو هذه الشفاه التي تضحك معاً... وتبكي معاً...
هو هذه القلوب التي تنبض في وقت واحد، كقلوب العصافير، أمام كل حادثة وطنية أو إنسانية.
هو هذه الإرادة الشعبية الواحدة، أمام العواصف والأحداث الكبرى.
وباختصار، هو هذا الجدار القوي، الصامد أمام الرياح الهوجاء، وتحديات العصر.
هذه هي معجزتنا الكويتيّة...
فالكويت بناية ارتفعت بحجارة الحُبّ... وبسواعد الكويتيين، وعرَقهم، ودموعهم، وضوء عيونهم...
والبنايات التي تبنى بالحب... تزداد طوابقها ارتفاعاً مع الزمن... وتزداد أساساتها قوة ومتانة...
وكل ما أتمنّى لبلادي، أن تبقى دائماً وطناً للحب، والحرية، والتسامح..
وأن تتقدم نحو المستقبل، وهي مسلحةٌ بسلاح العلم، والمعرفة، والطموحات الكبرى.
إن الكويتيين القدامى الذين صارعوا البحر، وانتصروا عليه، يجب أن يكونوا قدوة للأجيال الكويتية الطالعة...
بحيث يستمر الحلم الكويتي الكبير، ويزداد مع الأيام توهجاً وإبداعاً ونضارة.


* من كتاب «كلمات... خارج حدود الزمن»

الاثنين، 5 نوفمبر 2012

التخرّج




اللوحة بريشة: د. سعاد الصباح


 شعر: د. سعاد الصباح



أيُّها السيّدُ المخبوءُ في ساعة معصمي ...
أيُّها المتحالفُ مع الوقتِ ضدّي ...
و المتحَالفُ مع أساوِري ضدّي ...
و معَ أهدابي .. و أثوابي ..
و طلاءِ أظافري ضدّي ...
أيُّها المتآمر مع كتبي ... و أوراقي ...
و رائحة القهوة ضدّي . . .
ليتَكَ تأخُذُ إجازتك

فالوَقتُ معَك لا يُحْـتمل
و الوقتُ بِدونك لا يُحتمَل
و الزّمن لا يأخذ شكله النهائي ...
إلا عندما يمرّ من بين أصابعك ...



***




و أنا . . . . لا  أكتَملْ
إلا عندما أتخرّج من بين أصابعِك . .







تأملات..



                                                                                               لوحة بريشة: د. سعاد الصباح

بقلم:| د. سعاد الصباح |

سمـــيتك الأمل... يا جرحاً في خاصـــرة الـــزمن
سميتك الأطفال (حين يولدون) والريح والبرق والأمطار
سميتك السفينة والبحر والمرافئ
سميتك الوطن...
في داخلي أحطم الآلهة التي صنعتها، والتي أخذت شكل الوثن أمزق كل نص يربطني بالجاهلية القديمة أو الجديدة، وأنزع من جلدي وشم القبيلة النائم في سكينة كالأموات...
حين يكون الماضي شبـــحاً كالـــظل يمـــتد بين القـــبر والقبر... بين ولادتـــنا وموتنا... بيــن البحـــر واليـــابسة... بين الأصـــوات المخـــنوقة في سراديب الكتب العفنة وبين العقول، التي أخذت شــكل الصفيح.
أحرق كتب التاريخ وأتدفأ بنارها...
وأمزق صور الأبطال الكاريكاتوريين. وأدخل كالبرق في لحم اللغة، أخلع عنها ثيابها البالية ومفرداتها القديمة، وأمطر على صحراء حياتنا عالماً مطرزاً بالحلم المستحيل.
وطني جسر من الشهوات يعبر عليه قراصنة هذا الزمن وتهتف له رمال الصحراء، وغبار المدن والأرصدة المكدسة في بنوك أجنبية...
في عيون النساء ألمح قبور الأطفال... وشواهد كتبت عليها بطولات زائفة... البحر يفتح صدرَه لكلماتنا... وكلماتُنا تعيش في عصر آخر.
لا وريث لصوتي في هذا البلد... أعانق وحدتي وأمضي إلى قعر الهاوية... لا صوت للنواخذة.
اليأس قمر يتدلى في سمائنا... والبحر ساكن ميت لا يولد منه اللؤلؤ ولا المرجان... والأرض تحبل كل يوم وتنزف كل يوم... وليس ثمة ولادة... البحر في خاصرتي يتألم... ؟
ضاقت بنا المساحات... وقربت المسافة... وضاق جلدُنا علينا... واستأسد جلادُنا.
للصبر أهداب طويلة... وأقنعة تكبرُ وتضيق.
أيتها الصحراء المضرجة بالجمر... أيتها الأرض الحبلى بالنفط وبالفقر بالتخمة وبالجوع.
يا أرضاً بلون الفجيعة هل من مخاض جديد... 
هل من نبات جديد؟
هل من بعث جديد؟ 
رائحة الجيف تسد أنفي والتاريخ أغسله من الذاكرة... هل من عاصفة تهب لتطرد الرمل عن شاطئ الذاكرة.
مطر... مطر يغسل الخراب، الإيمان والثبات يجعلان داخلي نظيفاً كمولود جديد.
شعبي المأسور في حظيرة... سرقته القراصنة.. والناس يأكل بعضهم بعضاً. الفقر رغيف ساخن تتقاسمه الشعوب... والغنى مظلة للقادرين... والعدل سماء أنسجها من شعاع الغد.
يا وطني... شربت حزنك حتى ارتويت. كيف علمتني الحب... ووحدك أنت الحب؟
لقد شـــربت وشـــربـــت ومــا ارتـــويـــت، وحده حبُك منه ما ارتويت.
ها هي سفينة غربتي ومنفاي تحملني إلى بلاد بعيدة... وأمضي أحمل حقيبة الحزن وحقيبة الوطن... وفي عينيّ يسكن شعبي المشتت على خريطة التاريخ.
ها هي سفينة المنفى تبحر وأنا أحلم بالحب الساكن في الدوالي... وفي رائحة العرق ورائحة البحر... وفي رائحة حبيبي قبل هبوب الريح... وفي ذراعيه عند هبوب العاصفة.
لا أتذكر غير حبيبي أطرز له ثوباً في الذاكرة وأجلس وإياه على شواطي الحنين، والموج وحده يموت ويبعث.
الذاكرة مغسولة بأمطار الوجع... وللحب نكهة النار والجليد... وللوطن رائحةُ الجنة.
* من كتاب «كلمات... خارج حدود الزمن»