الأحد، 24 يونيو 2012

لقطات من لقاء LBC مع د. سعاد الصباح

ضمن برنامج حوار العمر.. قدمت الإعلامية جيزيل خوري قبل عدة سنوات لقاء مميزا مع د. سعاد الصباح عرضته قناة LBC



تحدثت فيه د. سعاد عن أكثر من 32 عاما مع الزوج والصديق الشيخ عبدالله المبارك.. وذكرت الضغوط البريطانية التي مورست ضده لإبعاده عن العمل السياسي، وذلك بسبب حسّه العروبي، وانتمائه القومي، وعلاقاته الواسعه مع زعماء عرب، وقيادات في الحاضرة والبداية.. ساند ذلك تقارير من الطابور الخامس وإشاعات كاذبة تؤلب بريطانيا على الشيخ عبدالله من خلال تقويله أشياء لم يقلها في لقاءاته التي يعقدها مع مختلف التيارات في لبنان ومصر وبلدان أخرى..
لذلك لم تنظر بريطانيا للشيخ عبدالله المبارك بعين الرضا.. فسعت لإقصائه عن الحياة السياسية..
وقد شعر الشيخ عبدالله المبارك بدافع حبه للكويت وأهلها أن ابتعاده التام عن العمل السياسي يجنب الكويت الدخول في دوامة قد لاتخرج منها.. فضحى وابتعد تماما ليضرب مثالا نادرا في التضحية..

ذكرت الشيخة د. سعاد الصباح مناقب الكرم والمحبة التي تميز الشيخ عبدالله المبارك الصباح طيب الله ثراه.. وحبه للعلم.. ولأهل الفكر والثقافة والمعرفة..

في اللقاء تحدثت د. سعاد عن الفوارق بين الماضي والحاضر.. وقالت: (أنا أحنّ إلى قيم الماضي وليس إلى الماضي..)
وقالت: (أخشى على الشخصية الكويتية أن تذوب في بحر البحبوحة)


رابط اللقاء:
http://www.youtube.com/watch?v=5myXr8ywa0k

لقطات من اللقاء




حوار العمر.. 


وثيقة تشير إلى عدم رضا بريطانيا عن قرار الشيخ عبدالله المبارك إلغاء تأشيرات دخول العرب إلى دولة الكويت


د. سعاد الصباح مع ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال


د. سعاد بين الكتب.. عالمها الذي تحب..



أمسية شعرية في جامعة الكويت


تنشد شعرها لجمهورها العريض في بيروت



حوار يجمعها مع نور الحسين


تقرير للوكيل البريطاني السياسي عن الشيخ عبدالله المبارك بعد قبوله الوسام اللبناني


د. سعاد تلقي إحدى قصائدها


د. سعاد والشيخ عبدالله.. سنوات العمر الجميل


الشيخ عبدالله يضفي على أسرته حنان القلب الكبير


لحظة أمومة لاتنسى.. 

الخميس، 21 يونيو 2012

قراءة في ذاكرة الأشجار



 شعر: د. سعاد الصباح


أمشي كُلَّ خريفٍ في الغاباتِ
لأغسلَ وجهي بالأمطارْ
هذا ورقٌ أصفرُ  . .
هذا ورقٌ أحمرُ  . .
هذا ورقٌ مشتعلٌ كالنارْ  . .
أسألُ نفسي :
وأنا أمشي فوق نُثاراتِ الياقُوتِ..

أهذا وَرَقٌ .. أم أفكارْ ؟.
وهل الغابةُ تحزنُ أيضاً ؟
تبكي أيضاً  . .
هل هي تشعُرُ بالتَذْكارْ ؟
هل تتألّمُ ؟ .
هل تتوجَّعُ ؟.
هل تتذكَّرُ ماضيها الأشجارْ ؟.

الاثنين، 18 يونيو 2012

الكويت مدينة البطولة


| د. سعاد الصباح |



ماذا أقول للكويت؟ وماذا أقول عنها؟
إنني مرتبكة إلى حدود الذهول.
وأنا لا أرتبك إلاّ أمام موقفين، موقف الحب، وموقف البطولة...
هنا ينسى الكلام كلامه، وتنسى اللغة لغتها...
فكيف أدخل في حوار مع هذه المدينة؟
كيف يستطيع الشاعر أن يقف على هذه البقعة الخرافية من الأرض، دون أن يشعر بانعدام الوزن؟
كيف أستطيع أن أواجه أمطار البطولة
وليس معي مظلة؟
كيف أستطيع أن أواجه البروق التي تحرق وجهي وثيابي؟
جئت إليك... مثلما يذهب الحجاج إلى الأماكن المقدسة..
جئت لأستنشق عبير القداسة...
جئت لأتوضّأ بماء البطولة...
جئت لأكمل ديني...
إن قداسة الأمكنة ليست تعبيراً مجرّداً...
فهي تستمد معانيها من ثورة الأرض، وكفاح الإنسان، ومعاناته من أجل الحق، والخير، والحرية.
فقداسة مكة هي جزء من معاناة الرسول محمد ا ، في فجر الإسلام، من أذى المشركين والكفرة، وقداسة بيت لحم، والناصرة، والقدس، هي جزء من معاناة السيّد المسيح على يد اليهود والرومان.
وكربلاء، في العراق، تستمد معانيها من الدماء الزكية التي سالت من جسد الحسين وصحبه من آل الرسول.
ومعارك مثل معارك بدر، وحطّين، والقادسية، دخلت التاريخ، لأنها كانت صراعاً بين قوى الظلام وقوى النور والحرية.
وها هي الكويت تأخذ مكانها في قائمة المدن التي دخلت التاريخ، لأنها لعبت دوراً عظيماً في تغيير مجرى التاريخ.
ومثلما وقفت ستالينغراد في الحرب العالمية الثانية، كجدار من الفولاذ، وقفت الكويت في وجه الزحف الصدامي لتقاتل بأظافرها، وأسنانها، وبسعف النخل، وأغصان الشجر، وقضبان النوافذ، وأعمدة الكهرباء... ودرّاجات الأطفال... وسكاكين المطابخ.
لم يتخلّف أحدٌ عن بذل دمه...
العصافير أعطت ريشها...
والشجر أعطى أوراقه...
والبحر تبرَّع بمعطفه الأزرق...
والغروب تبرع بدمه البرتقالي...
والنجوم أعطت ضوءها...
والنساء قصصن ضفائرهنَّ... وصنعن منها ضماداتٍ لجراح المقاتلين.
إنني أدخل الوطن، وأنا ملتفة بعباءة من الكبرياء لم ألبس مثلها في حياتي.
أدخلها بخشوع ورهبة، كمن يدخل إلى دير.. أو إلى معبدٍ... لأمارس طقوس الحب، وطقوس الانتماء للتاريخ...
فأنا، كمواطنة عربية، أشعر أنني مدينة للعرب بدين قومي لا أستطيع وفاءه، بأي لغة من اللغات... وما أفقر اللغات أمام بطولة الأبطال.
هذه المدينة البطلة، وأقولها بكل قوّة وإصرار، حمت حاضري ومستقبلي، ومستقبل أولادي.
هذه المدينة الرائعة، كانت الدرع الذي أنقذني من الضياع...
وبعد... فكل مديح لديرتي الكويت، هو أصغر من قامتها... وكل محاولة للثم يديها... شكراً وعرفاناً... تبقى محاولة خجولة ومتواضعة.
ويوم يكتب التاريخ العربي مذكراته... فسيخصّص الصفحة الأولى لهذه المدينة المقاومة.
أتجوّل في الكويت... وعيناي مبلّلتان بالدمع، ودمي مشتعل بعطر البطولات.
صحيح أن مياه البحر... قد احترقت.
وصحيح أن أجنحة الطيور البحرية... قد احترقت...
وصحيح أن ضفائر النخيل... قد احترقت...
ولكن مياه البحر تتجدد، وضفائر النخيل كما ضفائر النساء تطول بسرعة.
ويظل الوطن دائماً سيفنا... ودرعنا... وقصيدتنا الجميلة.


*
من كتاب «كلمات... خارج حدود الزمن» .

الخميس، 14 يونيو 2012

شعر سعاد الصباح.. بلحن الديكان وصوت الخراز


الديكان: جمعتنا الكلمة الهادفة وحب الوطن.. وحرف (السين)!

شعر سعاد الصباح.. يعانق حنجرة سناء الخراز


د. سليمان الديكان 


سناء الخراز


بعد مطالبات عدد من النقاد والاعلاميين لإنتاج فني وطني يليق بالكويت، هاهي كلمات د.سعاد الصباح تنثر عبقها من جديد في السلحة، حيث
تعود الفنانة الكويتية سناء الخراز إلى الحضور بشكل مميز من بوابة الشعر الوطني عبر الأشعار المميزة لشاعرة الكويت الكبيرة د. سعاد الصباح، وذلك في أغنية تحمل عنوان (إنني بنت  الكويت) صاغ لحنها الموسيقار الدكتور سليمان غنام الديكان الذي برع في نقل المشهد الشعري إلى مشهد موسيقي هو خليط مابين العمل النخبوي والعمل الجماهيري بطريقة لايتقنها إلا المبدعون.
وفي القصيدة المكتوبة باللغة الفصحى.. تم دمج مقطعين من قصيدتين مختلفتين للدكتورة سعاد الصباح.. هما قصيدة (وردة البحر) وقصيدة (إنني بنت الكويت) التي أصبحت عنوانا للأغنية.. والتي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل سريع ولقيت قبولا وترحيبا من الجمهور المتعطش للأغنية الوطنية في ظروف حرجة.. ربما كان أركان العمل يشعرون بها.. ومن هنا كان قرار صياغة الأغنية.
وفي اتصال هاتفي مع د. سليمان الديكان قال: أتشرف وأفخر أن أعمل في عمل فني يحمل اسما كبيرا مثل اسم الدكتورة سعاد الصباح، خاصة عندما يكون العمل وطنيا هادفا ورائعا مثل كلمات الأغنية..
وعن اختياره لصوت سناء الخراز قال الديكان: إن القصيدة تتكلم بصوت وطني أنثوي.. وصوت سناء من النوع الذي يعطي للإنتاج الفني حقه من القبول والنجاح، خاصة وأنني تعاملت معها في أكثر من عمل وطني من كلمات يعقوب الغنيم وبدر بورسلي..
وأضاف الديكان أن هناك شيء مشترك بين سعاد وسليمان وسناء.. هو حرف السين الذي جمعنا!
وتمنى أن تتكرر التجربة مع الشاعرة الكبيرة د. سعاد الصباح.

أما كلمات الأغنية فجاءت كالتالي:

إنني بنت الكويت
بنت هذا الشاطئ النائم فوق البحر
كالظبي الجميل
في عيوني تتلاقى
أنجم الليل.. وأشجار النخيل
من هنا .. أبحر اجدادي..
ثم عادوا يحملون المستحيل
**
كويت كويت
أشيلك حيث ذهبت
حجابا بصدري
أشيلك برعم ورد.. بأعماق شعري
أشيلك في القلب وشما عميقا
لآخر
لآخر
آخر.. أيام عمري..






رابط العمل:



في بيروت.. تعلمت لغة الشجر


في بيروت.. تعلمت لغة الشجر




 -- - - -- -- - - -
- - - - - - -  - -

أغمض عيني .
أغمض عيني .

ها أنذا على شاطئ الرملة البيضاء قبل ثلاثين عاماً، أقف مع زوجي وصديقي الشيخ عبد الله المبارك الصباح. كانت أيام الحب الكبير في وطن الحب الكبير .

ومن اليوم الأول إلى اليوم الأخير سيظل لبنـان بلـد الحب والمحبيـن، الذي علمني لغة الأشجار وزقزقة العصافيـر.
فـي هـذه الأرض عرفت للماء لـونا غير كل الألوان، وللسماء زرقة غير زرقتها في كل سماء وللثقافة عطراً إنسانياً تكون في أعماقي وفتح وجداني المتعطش للمعرفة على آفاقها الواسعة فكانت النافذة التي عبرها رأيت العالم يتكون من جديد أمام عيني وتتشكل ملامحه الرائعة.

(2)


ملعونة هي الحرب ، فكيف حين تكون اغتيالا بخنجر الشقيق. هكذا حرمت الحرب لبنان من اللبنانيين، وحرمت اللبنانيين والعرب والعالم من لبنان السنين الطوال. وكما كان حصاد حربكم اقتتالا بغيضا لم يثمر غير الشوك والأحزان، هكذا كانت الغزوة التي تعرضنا لها، مسمار الموت الذي يولد الموت وحده فيحصد زارعه يبابا في يباب  وخرابا للنفس وللقيم وللتاريخ مروعا كان ومحزنا حتى الموت.

(3)

ولكن كما خرج الفينيق من رماده خرجتم إلى الحياة تصنعون الحياة . هكذا نحن نخرج من محاولة الوأد إلى الولادة من جديد حاملين جراحنا وذكرياتنا الدامية. وإذا كانت الكويت قد بدأت طريق العودة إلى الأفضل فإن لبنان، القوي الصابر الجميل النبيل لا يزال يواجه في جنوبه وفي بقاعه عصابة الشر والعدوان، بشجاعة يحق لنا أن نقول أنها جنوبية وبروح الثورة الجنوبية وبعطاء الدم الجنوبي. لقد إنزرعت في الذاكرة مئات الأسماء وغابت عنها مئات الأسماء ولكن كيف يمكن أن تغيب عن ذاكرة الزمن وذاكرتي صورة تلك الصبية الجنوبية التي اختارت الموت طريقا للحياة. عنيت سناء المحيدلي، بنت الجنوب التي رفعت راية الموت وأقبلت عليها تشق فوح دمها فتعطر به تاريخ الأمة وتملأ رئة الزمان برائحة الرمان.
(4)

. . قال شوقي : كلنا في الهم شرق . .
وأنا أقول : نحن ولبنان في الهم الكبير واحد .

ولكم اسراكم في معسكرات التعذيب، اسرائيلية هي لا ألمانية. ولنا أسرانا . . يا ويلي من المفارقة الذباحة. يا ويلنا من هذا اليوم الذي يكون فيه العربي أسير عند العربي، شقيقا هو كان فمتى تعود للشقيق عروبته ويعود لأسراكم ولنا أسرانا.

يحزنني حتى العظم أن تعقد المقارنة ولكن بالله هل نلوم القتيل إذا اشتكى من طعنة القاتل ؟


(5)

لم نكن السعاة إلى العداوة.

ولسنا السعاة إلى الحروب والدمار.

هكذا نحن مع كل طرف في الأرض إلا الذي تميل الأرض. لذلك أعلن من لبنان أنني مع لبنان لا حتى الموت ولكن حتى الحياة والمجد في الحياة والنصر في الحياة.
وإذا كانت هذه اللحظة قد سجلت نقصانا في عدد نبات الجنوب، فليسجل الجنوب الآن ولادة بنت جنوبية عمرها خمسون عاما واسمها سعاد الصباح.

(6)


وأستأذنك يا جنوب إذ أسافر عائدة إلى الشعر، لعلنا بالشعر وبالثقافة نبني جسر المحبة والعطاء الذي تخربه لنا السياسات وتحاول نسف جذوره. أعود إلى الشعر لأعود إلى لبنان الذي أحببت وأحب، والذي من سمائه طلعت لي نجمة الشعر تسألني بوحا بالحب. إلى هذه السماء يحملني بساط ريح الشعر في سمائه الأنقى، وتأخذني من يدي زنبقة حسبت أنني أقطفها، فيا للظلم، قطفتني هي وأعطتني لوزا من جزين وزيتونا من الكورة ودراقا من بكفينا وعنبا من فلوغا وكبرياء من ضهور الشوير .  

الأربعاء، 13 يونيو 2012

مثقف يشعر بالوحدة.. في وطن يشعر بالكآبة!





بقلـــم: ســعاد الصبـــاح

يشعر المثقف عموماً بمسؤولة إحداث التغيير في مجتمعه، وهذا الشعور يضعه نفسياً في مأزق، إذ المسافة بين شعوره وبين الواقع شاسعة، لأنه يدرك بالتجربة أنه عاجز عن تحقيق حلمه بالتغيير نحو الأفضل. ويزيد - شعوره بالعجز- من إحباطه، لكن الإحباط لا يوصله إلى اختيار الانتحار إلا في حالات نادرة، كمثل التي نعرف عن قلائل من المثقفين العرب، يشكلون النسبة الأدنى بين مرتكبي اغتيال الذات.

وفي فهم بسيط نعرف أن المثقف يحمل هموم مجتمعه، ويعتقد أنه مسؤول عن إزاحة الظلم المحيق بالإنسان، وإحساسه هذا يجعل تصوره لدوره شديد الأثر في تكوينه النفسي.
 لقد تحول واقع مجتمعاتنا إلى مصدر للكآبة الدائمة بسبب التفاوت في الفرص، وانتشار القيمة الفكرية التي تأخذ مجتمعاتنا إلى التخلف في شتى مناحي الحياة وتباعد بيننا وبين العصر وأحلام التقدم التي تسقط أمام هذه الهجمة الطاحنة.

شعـور المثقـف بأنـه يقـف وحيــداً ، يزيـــد مـــن احساســــــه بالكآبة، خاصة مع انعدام الوسائل الفعالة لممارسة الدور الذي يتمناه لنفسه تجاه قضايا مجتمعه.
 فالهيئات الناظمة للمثقفين العرب تقع في قبضة السلطة في معظم المجتمعات العربية وبالتالي تفقد قدرتها على احتضان الحلم، فكيف بتحقيقه .   
  
إن معظم الهيئات والمؤسسات والاتحادات التي قامت لتضم المثقفين قد بدأت أو انتهت لتصبح واجهات حكومية، رغم خروج بعض الأصوات الرافضة لهذا الواقع، والتي تنتهي عادة بمغادرة المثقف الحر لموقعه ضمنها، فيعود إلى وحدانيته التي تصور أنه قد نجا منها وهذه الوحدانية المولدة للكآبة تجعل المثقف يقع ضحية أفكاره، بما يشبه الانتحار اليومي المستمر، والذي يصل لدى قليلين إلى ذروة التخلي عن جدوى البقاء فيكون الانتحار!.
إلا أن انتحار المثقف يثير الاهتمام بسبب شخصية المنتحر، رغم أن مئات الحالات المماثلة تذهب إلى الإهمال والنسيان لعدم وجود أصحابها تحت بقع الضوء التي تهتم بها وسائل الإعلام، وتبحث لها عن المبررات وعن التفاصيل المثيرة التي رافقت الحدث.
و الانتحار ليس الصيغــة التي يمكــن أن تـــؤدي إلى أي تغييــر، وأحسب أن هنـــاك عوامــل ذاتيـــــــــــــة غيــــــر متصــلة بالحــالة الثقافيـــــــة، تقــــف وراء بعــض حـــــالات الانتحار، والتي لا يمكن حصرها بالوعي والإحباط فحسب. ولعل ثقافة الانتحار تلعب دوراً أساسياً في هذا الاختيار، كما هي الحال في اليابان التي بلغ عدد المنتحرين فيها عام 2006 أكثر من اثنين وثلاثين ألفاً .    

 ======

الثلاثاء، 12 يونيو 2012

سيطلع الربيع


| د. سعاد الصباح |








أيّها المقاتلونَ...
لا توجد أغنية في العالم تستطيع أن تغني انتصاراتكم...
ولا توجد قصيدة عربية أو غير عربية تستطيع أن تكون بمستوى قاماتكم...
ولا توجد لغة في العالم تستطيع أن تقول بطولاتكم...
لقد كسرتم جدار اللغة...
وانتصرتم على الحروف الأبجدية...
صدقوني، لم يعد لدينا لغة قادرة على استيعاب معجزاتكم.
الأبجدية العربية تتألف من ثمانية وعشرين حرفاً فقط... فماذا يفعل الأدباء والشعراء ليغطوا مسافة ثمانية وعشرين قرناً من البطولة.
كيف يقصّ القصّاصون أخباركم؟
كيف يروي الروائيون حكاياتكم؟؟
انني أعترف لكم أننا نلهثُ وراءكم أيها الأبطال...
الكلماتُ تلهث...
والتشابيهُ تلهث...
والاستعاراتُ تلهث...
والموسيقى تلهث...
كلما صنعنا لكم قصيدةً، أو روايةً، أو لوحةً أو جداريةً.. وجدنا ابداعكم أعظم من ابداعنا... وعطاءكم أجملَ من كل فنوننا التشكيلية...
كلما شاهدنا صوركم... ورأينا الشعر الذي تكتبونه بأجسادكم، وسمعنا موسيقى الرصاص، تعقدنا من أوزان.نا، وقواف.ينا، وكفَرْنا بموسيقى الشعر...
أيّها الأبطال،
أيّها السيوف المرصعة بأسماء اللّه، والمطلية بحروف الذهب...
أيّها الذين يحملون بأيديهم مفاتيح الأنهار، والشجر، والمطر، وعناوين الوطن.
أيّّها الذين يخبئون في جيوبهم خرائط مستقبلنا، وطفولة أطفالنا، وحنطة بيادرنا، وزغاريدَ نسائنا، ورايات حريتنا...
أيّها المدافعون عن خبزنا، وفرحنا، وحكايات أجدادنا، وأراجيح أطفالنا...
أيهّا العمالقة الذين لا يمكن للحلم أن يصعدَ اليهم...
أيّها المتشبثونَ بالتراب، كما يتشبث الجنين برحم أمّه...
أيّها الذين يتشكلون في ضمائرنا كما تتشكلُ اللؤلؤةُ في ضمير المحارة...
أيّّها الذين يشتعلون كالبرق في كتاب التاريخ...
أيّها الواقفون في وجه الجراد. الذي يريدُ أن يأكل كلّ شجرة من أشجار الكويت.
أيّها الثابتون على الخط. الفاصل بين الخير والشر، بين الحضارة وبين الهمجية، بين رائحة الورد ورائحة التعصب، بين الذين يكتبون القصيدة الجميلة، وبين الذين يكتبون شواهد الموتى، بين الذين يرسمون اللوحة، وبين الذين يرسمون وجهَ الخراب، بين من يغتسلونَ بضوء القمر، وبين من يغتسلونَ بدماء البشر...
أيهّا الأبطال الذين يخبئون في جيوبهم قواريرَ اللون. الأخضر.. ويخبئون في معاطفهم سنابلَ النصرْ...
ويخبئون للشعب الكويتي مواعيدَ العشب... والمطر... والحرية...
ان ربيعَ الحرية قادم...
والربيعُ أولُّه... وردة...





* من كتاب «كلمات... خارج حدود الزمن» 

نشر في جريدة الراي 19 اكتوبر 2008


الخميس، 7 يونيو 2012

لوحات بريشة د. سعاد الصباح

منذ بواكير حياتها.. أحبت د. سعاد الصباح الرسم وأبدعت فيه كهواية موازية لموهبة الشعر
وهنا 20 لوحة مما أبدعته ريشتها
























الأربعاء، 6 يونيو 2012

الإقامة الدائمة







وهـبـتـك مــفاتـــيـح مــدينــتــي
وعيــنــتـك حاكـما علــيهـا...

وطردت جــمـيـع الـمـسـتــشــاريــن

ونزعـت مــن معصـمـي أســاور الـخـوف..

وإرهـاب الـعـشـيــره...

لبـسـت ثـوبـي المشـغـول بخـيـوط اللهفه

وتــكحـلـت بـنـور عـيـــنـيــك

وزرعـــت في شـعــري زهرة بـرتـقــال

كـنـت أهـــديـتـها إلـــي...

وجـلــســت علـى الـعـرش أنـتــظــر..

.وأطـلـب الإقامـة الـــدائــمـة فـي مـديــنـة صــدرك..

.يـــمــــر عـطـرك فــي مـخـيــلــتــي

كــــســيـف مــن الــــمعـــــدن

يــــخــــتـرق الــجــدران...والــســتــائـــر

يــخـــتــرقـــــنـي...يـــبـــعـثـــر أجــزاء الــزمـن

يـــــبـعــثـــرنــي...

وتتركني أمشي حافية على زجاج المرايا...وتــرحــل...


قهوة







فـاجـأتـك..تـــشــــرب الــقـــهـــوة الــــسـوداء.

.مـن نـهــر عـيـنــي..

وتـقــرأ فيـهـمـا جـريـدتـك الصباحية

فــــصـرت أرتـاد الــمــقــاهـــي.

.لــتــشـــربـنــي..

وأشـــتـــري الــصـحــف الـصـبـاحـيـه

لـتـقــرأنـي..

.فـــاجــأتــك..

مختبأ في زجاج المرآة في حقيبة يدي..

.وأنــا أستـعـد لـلـخـروج مـــن الفندق

نـــســـيـــت مــكـان مــوعـدي

ونـــسـيـــت زمــان مــــوعــدي

ونـسـيـت مـــع مـــن كان مــوعــدي

وقـررت أن أبـقـى مـعـك..




فاجأتك

تسرق القمح من سنابل شعري

وتخـبـئـه فــــي حقـيـبـتـك المدرسية

مـنـعـتـك مــــن مـواصـلــة الـلـعـبــة

فلم تمتنع وضربتك على يدك

كي لاتسرق الحنطة

فلم ترتدع..

حاولت ان اعيدك الى المدرسة فرفضت

وبقيت نائما تحت أشجار شعري