الأربعاء، 6 يونيو 2012

صورة المرأة في شعر سعاد الصباح



صورة المرأة في شعر سعاد الصباح

سعاد الصباح - رحلة الشعر والحياة- كتاب لعبد اللطيف ارناؤوط حاول من خلاله إلقاء الضوء على ادب سعاد الصباح من خلال ايضاح قضايا جوهرية عبرت عنها الشاعرة شعرا ونثرا قضايا
تمس حياتنا الشخصية واليومية وقضايا تمسنا كأفراد نتعايش في مجتمع واحد. الكتاب يقع في 322 صفحة من القطع الكبير كان تقديمه باسم د.نعيم اليافي فقدمه من خلال اربعة محاور الاول سعاد الصباح الانسانة والثاني سعاد الصباح الشاعرة والثالث عبد اللطيف ارناؤوط صاحب الدراسة اما المحور الاخير فكان عن الكتاب الذي هو صلب الموضوع الذي حدده الكاتب في خمسة فصول بيَّن فيها قضايا النضال الاجتماعي والقومي والانساني التي عبرت عنها الشاعرة بدءا من قضية الحرية بما فيها حرية الحب والعاطفة والتعبير عنها بين الذكر والانثى وتتبع ذلك مسألة الاختيار والالتزام والاستقلال وقضية العدالة وقضية التحرير, وقضية التقدم الاجتماعي والحضاري حتى نعيش العصر, وقضية القيم وقضية الوحدة والقومية العربية ضد الاستعمار, وقضية الالم الذي يعتصر القلب والنفس ويذوي الجسد لفقد الحبيب زوجا او ابنا او شهيدا .‏

الفصل الاول كان : صورة المرأة في شعر سعاد الصباح هذه التي نذرت نفسها لتحرير المرأة ورفع الحجر الاجتماعي عنها لكي تعبر عن مشاعرها فهي مخلوق يحب ويتألم في حبه واكثر وفاء واعمق عاطفة من الرجل فهي ارادت ان تنزع المرأة من القيود الاجتماعية التي فرضت عليها لتتعدى مرحلة التسلط والامتلاك:‏
ويل النساء من الرجال اذا استبدوا بالنساء‏
يبغونهن اداة تسلية ومسألة اشتهاء‏
ومراوحا في صيفهم , ومدافئا عند الشتاء‏
وسواغاً تلد البنين ليشبعوا حب البقاء‏
ودمى تحركها انانية الرجال كما تشاء‏
وتذل للرجل الاله كانه رب السماء‏
ما دام يمنحها المؤونة والقلادة والكساء‏
وبالمقابل فرغم دفاعها عن حقوق وكرامة وكبرياء المرأة فهي كتبت في حب المرأة للرجل وشعورها الرائع بسيادته عليها ولكن سيادة املاها الحب لا غطرسة الرجل وانانيته وهي لاتريد للمرأة ان تكون رجلا تتخلى عن خصوصيتها في الامومة والحنان بل تريد ان تجعل من المرأة مناراً للحب يرقى بالانسانية الى آفاق من السمو والنبل والطهر لتتجاوز به كل طموحات الرجل التي لم تتعد عبر الزمان شهوة الامتلاك والسيطرة.‏
والفصل الثاني المرأة تستوفي دينها في ب قصائد حب ا تلك المجموعة الشعرية التي تعتبر محاولة لهدم الجدران الحجرية التي تفصل بين الانثى وانوثتها .. بين المرأة وحقها الطبيعي في ان تتنفس .. وتتكلم.. وتعيش . . فالمرأة كانت عورة في نظر الشرقي ليس جسدها فحسب بل صوتها لذلك كتب عليها ان تكون خرساء وتركت للرجل ان يعزف وحده سيمفونية الحب على اوتارنا قصة فكان شعر سعاد الصباح بمثابة الصوت الجريء الذي حطم الفيتو على المرأة في المجتمع الشرقي.‏
اما الفصل الثالث: جدلية الرجل والمرأة في ب فتافيت امرأةا ويضم هذا الديوان 81 قصيدة يتفاوت حجمها طولا وفق نوع القصيدة هذه المجموعة الشعرية التي تقوم على نوعين من الايقاع الفني: الاول يتمثل بالقصائد الموجهة من الشاعر الى المتلقي وتتضمن رأيها في تحرير المرأة والسعي لإخراجها من صمتها الطويل وتدافع عن ذلك بأشعار متعددة دفاع صاحب قضية, اما في النوع الثاني من الايقاع الشعري فهي تطبق المبادئ النظرية لفلسفتها بلسان نساء مجتمعها المقموعات وهي التي وهبت للمرأة صوتها الحبيس, لتفصح عن مشاعرها فهي اذ تتغزل بلسان المرأة لا يعني انها تتكلم بلسانها الشخصي او تفصح عن تجارب ذاتية فكان خطابها الشعر جاداً جرئيا اشبه بعزف على اوتار مشدودة.‏
والفصل الرابع فهو النثر الفني عند سعاد الصباح والذي بقيت بعيدة عنه حتى اندلاع ازمة الكويت وحرب الخليج فما حل بالكويت جعلها تجند قلمها ونفسها فأبدعت في الدفاع عن, دفاعا يعكس وعيها فاحتلال الكويت في نظرها لم يعد قوميا او حدوديا كما زعم المحتل فالشعوب تقرر مصيرها بنفسها فالمحتل قبل ان يسيئ لنفسه وللكويت وللعرب جميعهم قدم خدمة كبيرة لامريكا التي ناصرت الكويت ضد المحتل فجاءت الى الخليج لحماية مصالحها النفطية والاقتصادية اولا.. و... تحرير الكويت عاشرا فكانت مقالات الكاتبة غنية بمضمونها تعبر عن اديبة مثقفة بعيدة الرؤية تدعو الامة الى ان تعيد النظر في واقعها .‏


الجمعة 9/12/2005م
جمانة سليمان

جريدة الثورة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق