الخميس، 20 يونيو 2013

مع قهوة الصباح - عبدالله باجبير



امرأة بلا سواحل!





"سعاد الصباح"  ظاهرة .  .
باهرة . . هادرة .. شاعرة . . ناشرة !
هي ظاهرة لأنها ربما أول أميرة يجعلها الشعر أو تجعل الشعر همها الخاص والعام . .
وبدلاً من الرحلة بين بيوتات الأزياء ومعارض المجوهرات والفوريرات جعلت رحلتها بين ورق الطبع وهدير المطابع، وأحبت الحبر مع الشعر وتاقت لأن تجعل القصيدة جزءاً من خبزنا اليومي . . وأن تنضم إلى الصورة التذكارية لامرىء القيس والمتنبي وأحمد شوقي وصلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطي حجازي وبدر شاكر السياب ونزار قباني وعبدالوهاب البياتي وأمل دنقل . . تنضم إلى كل الشعراء . . الأموات منهم والأحياء.
في ديوانها الأخير . . " امرأة بلا سواحل " تظل مخلصة لبحر شعرها الأثير تبحر فيه بلا سواحل من أجل رجل استثنائي تبدأ به الديوان وتنتهي به . . وتعتبره سيدها بلا مواراة ولا مداراة تهدر كالموج . . تبهر كالشمس . . وفي البحر وفي الشمس تقاتل وتحب . . تحمل سيفاً وتحمل قلباً كلاهما ينبض بالحياة والحب.



يا سيدي . .
سوف أظلُّ دائماً أقاتل . .
من أجل أن تنتصرَ الحياة . .
وتورقُ الأشجارُ في الغابات . .
ويدخلُ الحبُّ إلى منازل الأموات . .
لا شيءَ غيرّ الحب . .
يستطيعُ أن يحركَ الأموات . .
ياسيدي . .
لا تخش أمواجي ولا عواصفي . .
ألا تحب امرأة ليس لها سواحل؟!

وعلى الرجل الاستثنائي أن يجيب . .
وأن ينفخ ريحَهُ في الشراع ويلتقي بها . .ولكن أين . . ؟
وهي بلا سواحل!


يشعرني ديوان "سعاد الصباح" أنها معلقة في النفس الأخير . .أنها تتنفس بصعوبة . .
أنها حالة احتراق . . قاموسها الشعري متطرف، فهي لا تعرف الكلمات المترددة ولا المتوسطة ولا المهادنة . . إنها تصارع طول الوقت وتحارب طول الوقت وتقاتل طول الوقت وليس خلفها حماية ولا أمامها إلا الرجل أو النصر.
تتصارع في أعماقي رغبتان . .
رغبتي في أن أكون حبيبتك . .
وخوفي من أن أصبح سجينتك . .
***
والرغبة في وصالك . .
والرغبة في اغتيالك . .
***
اغتاليني يا أميرتي!



نُشرت في جريدة الشرق الأوسط
6/6/1995

عدد 6034 / ص 23

هناك تعليق واحد: