الخميس، 23 أغسطس 2012

مبارك...


الشاعر السعودي المعروف عبدالله الأسمري.. كتب هذه القصيدة عام 2005 بعد أن قرأ لقاء مع د. سعاد الصباح تتحدث فيه عن فاجعة فقدها لولدها البكر مبارك الذي توفي في الطائرة أوائل السبعينات..


عقدين ومسافة






يا مبارك
مرّ عقدين ومسافه
من ثواني احتضارك
والدموع الخضر ..
في صدر الوفيّة
ما رحمها .. إنتظارك ..!!
يا مبارك ..
يا بعد كلّ الحنايا
..
المرايا ..
يا بعد كلّ الدروب
يالنظيف من الخطايا.. والذنوب ..

يالرحيق العالق
في صدر القلوب
يالكتاب اللي فتحته ..
في عيون امك .. وغبت
يالقصيدة اللّي كتبته
من محاجرها .. وذبت
يا مبارك ..
يا بعد من شافت
الموت " فـ سمارك "
يا بعد كل العروق
يالحنين من الأسامي
والجميل من الطروق



ليه طرت ؟
وكيف طرت ؟
من على أرضك
وأرض أمك وأبوك
ومت فوق !!
يا مبارك 
يا بعد من عاشت العمر
فـ خيالك 
يا بعد من طاحت البارح
على ريحة ظلالك
يا بعد كل من ضحك لك
ويا بعد كل من بكى لك

يا بعد جرح الحزينة
الي غرد رمشها
دمع ومشى لك !
واللي ماتت " بالحيا "
يوم اذن في مسامعها " بلالك "
يا مبارك 
ما سمعت البارحه
جنحان امك 
وكيف كانت 
تخفق  ترفرف 
وتذرف 
فوق قبرك نور دمك


ما سمعت البارحه
شيخة يمينك
كيف كانت 
توصف رموشك وعينك
وكيف كانت تفرك " بماها " يدينك
يا مدلّل !
يا مدلّل !
قبرك البارح تبلل
قلبك البارح تسلل
وطل للدنيا ثواني
وطل للدنيا ثواني
ثم حول 

يا مبارك 
أمك الشيخة  الأميرة
كانت البارح 
فقيرة !
كانت البارح كبيره !
في عيون الأمهات 
يا مبارك
أمك الشيخة الكسيره
كانت البارح 
ذخيره 
كانت البارح 
أخيره 



كانت البارح أماكن
ما لها غير أنت ديره
يا مبارك يا مبارك 
صدق هالدنيا  حقيرة !
يا مبارك 
عقب عقدين ومسافة
من مسافات إختصارك
لكذبة العمر  الغبيه
ما تغير شيء 
في ذيك  الأماكن
كل شيئ 
مازال ساكن 

كل شيء 
مازال داكن 
حتى دارك 
باقية للحين دارك
ما سكنها عقب موتك
غير جرحك وإنتظارك 
والجروح الخضر
في صدر الوفيه



عبد الله الأسمري – الدمام






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق