الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015

سمفونيّةُ الأرض شعر: د. سعاد محمد الصباح








1


تلكَ سِمْفُونيّةُ الأرضِ العظيمَهْ
تَتَوالى . .
تَتَوالى . .
مثلَ ضَرْبَاتِ القَدَرْ
مرّةً في بيتِ لحمٍ
مَرّةً في غَزَّةٍ
مَرَّةً في الناصِرَهْ
قَلَبتْ طاولةَ الرُّوليت , علينا . . .
سَحَبَتْنا فجأةً من قَدَميْنَا . . .

كنَّسّت في لحظةٍ أسماءَ كلِّ الزُّعَماء
أغلَقَتْ بالشَّمْعِ أوكارَ السياسَهْ
ودكاكينَ الخَدَرْ
ذَبَحَتْ كلَّ البَقَرْ
فاستقيلُوا يا كبارَ الشُّعرأءْ
ليس للشِّعْرِ لدينا سادة أو أمراء
إن للشعر أميراٍ واحداً يُدْعى الحَجَرْ



2


تلكَ سِمْفونيّةُ الأرضِ المجيدَه
تتَوالى . . تَتَوالى
مثلَ إيقاعِ النواقيسِ ،
و مُوسيقى القصيدَهْ
تَحمِلُ البَرْقَ إلينَا . . و المَطَرْ
أحْرَقتْ أَوراقَ كلِّ الأدَبَاءْ
خَلَعَتْ أَضراسَ كلِّ الخُطَبَاءْ
وَ رَمتهُمْ في صقَرْ



فافْرُشُوا السُّجَّادَ . . و الوَرْدَ . .
لأطفالِ الحِجارَهْ
و اغْمُرُوهُم بالزَّهَرْ . .
إنَّ إسرَائيلَ بيتٌ من زجاجٍ . .
و انْكَسَرْ . .





3



ها هيَ الأخبارُ تأتي كالفَرَاشات إليْنَا
خَبَراً ... بعدَ خَبَرْ . .
حَجَراً . . بَعدَ حَجَرْ . .
فعلى أجفانِنا قَمْحٌ , و دِفْلَى , و وُرودْ
ها هُمُ أولادُنَا
يَضَعُونَ الشَّمْس في أكياسِهِمْ
يُبْدِعونَ الزَّمَن الآتي . . يَصِيدُونَ الرُّعُوُدْ
و يثُورُون على ميراثِ عادٍ , و ثَمُودْ
هَا هُمْ أكبادُنا . .
يَقْتُلُونَ الزَّمَنَ العبريَّ . .
يرمُونَ الوصايا العَشْرَ للنارِ .
وَ يُلْغُونَ أساطيرَ اليَهودْ






4


رائعٌ هذا المَطَرْ
رائعٌ هذا المَطَرْ . . .
رائعٌ أن تَنْطُقَ الأرْضُ
وأن يمشي الشَّجَرْ
ها هُمْ يَنْمُونَ كالأعشابِ
في قَلبِ الشَّوارعْ
ففتاةٌ مثلُ نَعنَاع البَرَاري
وفتىً مثلُ القَمَرْ

ها هُمْ يمشُونَ للموتِ صُفوفاً
كعصافير المَزارعْ
ويَعُودونَ إلى خَيْمَتِهم دُونَ أصابعْ
فاتْرُكُوا أبوابَكُمْ مَفْتُوحةً
طُولَ ساعاتِ السَّمَرْ
فلقد يأتي المسيحُ المُنتَظَرْ
و لقد يَظهرُ فيما بَيْنَهُمْ
وَجْه عليِّ . .
أو عُمَرْ . .






5

قَاوِمي . . . أَيَّتُها الأيْدي الجميله . . .
قَاوِمي . . أَيَّتُها الأيْدي التي بلَّلها
ماءُ الطُّفولَه . .
لا تُبالي أبداً , بأكاذيب القبيلهْ
لم نُحرِّرْ نَحنُ شبراً من فِلِسْطينَ . . و لكن
حرّرتنا هذه الأيّدي الرَّسُولَه . . .



























ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق