الأربعاء، 3 يونيو 2020

قراءة في التجربة التشكيلية للدكتورة الشاعرة سعاد الصباح

سعاد الصباح تخلع عباءة الشعر وترتدي عباءة الفن التشكيلي
نشر في أوتار يوم 13 - 07 - 2010

خذلتها صرخة الكلمة والأمة فقررت الثورة مع اللون رسوماتها
مسالمة تبحث عن بقعة ضوء الأبيض والأزرق والصحراء
ترافق الفنانة في خطواتها مشهدها الطبيعة ومكتبها وزهورها الخاصة
خطوطها متناغمة ومنظورها يحتاج إلى إعادة نظر!
لا تخاف من استخدام اللون وتتعامل معه بجرأة
لوحاتها تسعى وبتهذيب إلى تنبيهنا للجمال والمحبة
لها في محراب الشعر وقفات من قضايا الأمة وإنسانها...ولها في التسامح الإنساني مجدها وقلقها وقلبها وطفولتها...ولها في عروبتها ميثاق شرف اسمه الدم الواحد واللغة...ولها في الحب رسائل من حرير العاطفة وكبرياء المرأة...
ولها في الاقتصاد مسؤولية سياسية واجتماعية تجعلها تصرخ بالأرقام من أجل تصحيح الخلل...ولها في المرأة نصف المجتمع صفعات وثورة ضد المرأة من أجل أن تعود إلى رشدها...ولها مع الرجل حكاية عمرها من عمر الزمن كي يعترف بنصفه الآخر بعيداً عن كونه الديك...
هذه المرأة... تدعى سعاد الصباح.شاعرة وكاتبة واقتصادية من الكويت.ثائرة على قبيلة لا تريد للمرأة أي دور.
ركبت دموع التعب، وأصرت أن تطير مع الشعر بكل أنواعه ومخاطره وعواقبه، وحققت فيه ما يخدم مسيرتها الذاتية ، وحكايةتعرف اسرارها وخباياها.
ليست امرأة دمية بقدر ما هي أنثى تعرف دورها وحدودها وقوتها وضعفها.
هذه الشاعرة الحالمة خذلتها الكلمة عند العرب، ورغم ذلك لم تخذل الشعر، رافقته منذ البداية,وحتى البرهة إلا أن صدى الكلمة لم يعد يصل إلى مسامع "العربان" فقررت أن تخلع عباءة الشعر لترتاح من كبرياء الصور الوجدانية المتخمة بالسياسة, وترتدي عباءة الفن التشكيلي كي تصور أحاسيس طفولتها، وجمال روحها بعد هذه الهزائم الاجتماعية والسياسية التي تتعرض لها أمتها, وقوميتها, وأرضها.
ارتدت سعاد الصباح عباءة التشكيل بغية أن تعي براءة الطفولة إلى من تناساها في زحمة الهرولة إلى الكبر والهزيمة.
لوثت أصابع يدها بأصباغ مركبة لتقدم جمالية المشهد على ورقة, أو قماشة فتسعد بصرنا الذي تعود في هذا الزمن ألا يرى غيرالقباحة.أرادت في النقلة النوعية الجديدة في لغة الحوار الفكري أن تعيدنا إلى طفولة حالمة, وإلى حلم جميل، ربما لا تقصد أن ترسم خيالنا داخل سراب الحقيقة كما فعل الرحابنة حينما رسموا الوطن بجمال غير موجود , وشيطنة, وحلم، وبذلك لم يرتكب أحدهم المحرمات بل ارتكبوا جريمة الإبداع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق