الخميس، 26 أبريل 2012

آخر السيوف >>



.................................................................................
إلى روح زوجي ورفيقي ومعلمي.. عبدالله المبارك الصباح
..................................................................................




ها أنتَ ترجعُ مثل سيفٍ متعبٍ
 لتنام في قلب الكويت أخيرا

يا أيّها النسر المضرج بالأسى
 كم كنت في الزمن الردئ صبورا

كسرتك أنباء الكويت، ومن رأى
جبلا، بكل شموخه، مقهورا

ما كان يمكن أن تعيش لكي ترى
 باب العرين، مخلعا .. مكسورا

صعبٌ على الأحرار أن يستسلموا
 قدر الكبير بأن يظل كبيرا

يا فارس الفرسان يا ابن مبـارك
يا من حميت مداخـلا وثغـورا

شربت خيولك دمعَها وصهيلها
كيف الخيول تموت؟ لاتفسيرا

ماعاد بحرك أزرقا، ياسيدي
فكأنما صار النهار ضريرا
...
الإخوة الأعداء مروا من هنا
 كي يملأوا تاريخنا تزويرا

شنقوا الغني على مشانق حقدهم
 أما الفقير فلا يزال فقيرا

غدروا بهارون الرشيد .. وأحرقوا
كتب التراث .. وأعدموا المنصورا

عبثوا بأجساد النساء .. ودنسوا
قبر الحسين ,, ودمروا تدميرا

لم يتركوا في الحقل غصنا أخضرا
أو نخلة ميساء أو عصفورا

قضموا الكويت .. كأنها تفاحة
ورموا ثياب القاصرات قشورا

من ذا يحاسب حاكما متسلطا
ذبح الشعوب حماقة وغرورا

ياسيدي إن الشجون كثيرة
فاذهب لربك راضيا مبرورا

يتفتت التاريخ بين أصابعي
وأشاهد الوطن الجميل كسيرا

خذلوك ياشيخ العروبة عندما
جعلوا العروبة مسلخا وقبورا

ذبحوا الطموح الوحدوي من الذي
يرضى بأن يتزوج الساطورا
....
جاؤوا إليك .. لكي تبارك فعلهم
 يأبى الإباء بأن يكون أجيرا

أأبامبارك كنت أنت قبيلتي
وجزيرتي والشاطئ المسحورا

ياخيمتي وسط الرياح، من الذي
سيلمّ بعدك دمعي المنثورا

يامن ذهبتَ وماذهبتَ، كأنني
في الليل أسمع صوتك البلورا

أنت الربيع فلو ذكرتك مرة
صار الزمان حدائقا وعبيرا

أأبا مبارك لو هناك مدامع
تكفي .. لفجرت الدموع نهورا

من ذا يغطينيا بريش حنانه
من يملأ البيت الكبير حضورا

أنت السفينة والمظلة والهوى
يامن غزلت لي الحنان جسورا

غطيتني بالدفء منذ طفولتي
وفرشت دربي أنجما وحريرا

وحميت أحلامي بنخوة فارس
لم تلغ رأيا أو قمعت شعورا

الله يعلم يا أبي ومعلمي
كم كنت إنسانا وكنت أميرا

أأبا مبارك يا منارة عمرنا
يا درعنا وكتابنا المأثورا
...
كنت الكويت أصالة وحضارة
 ومناقبا عربية.. وجذورا

البحر أنت .. يفيض عن شطآنه
 قدر الكبير بأن يظلّ كبيرا

أأبا مبارك سوف تبقى دائما
 في العين كحلا والشفاه بخورا
يا آخذ الكلمات تحت ردائه
ما عدت بعدك أحسن التعبيرا


لندن -  حزيران "يونيو" 1991

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق