الثلاثاء، 12 مارس 2013

لقاء مجلة ماري كلير - مارس 2013












-1  نرى اليوم توجها كبيراً نحو الشعر الشعبي ولاسيما في منطقة الخليج، هل يعني ذلك غياب الشعر الفصيح من الساحة حالياً؟ وهل يؤدي  ذلك بدوره لضعف او تدمير لغتنا العربية التي تعتبر بحرا في الكلمات والمفردات والمعاني؟
- اللغة العربية لا تضعف.. وإن ضعف العرب فكريا، وسياسيا، وعلميا.. فهم بذلك يهجرون مكامن القوة فيهم.. ومنها اللغة العربية.
وعندما يتنبهون لمصادر وجودهم وعزتهم، سيعرفون أن من أهمها لغتها الأم.. لغة القرآن.
وهي اللغة التي وإن أصيبت بوعكة.. فإنها لا تنهار ولاتذوي.
فهي لغة محمد النبي.. ولغة المتنبي الشاعر.. ولغة الحكماء والمبدعين والعلماء.
أما الشعر الشعبي.. فأتعامل معه على أنه حالة إبداعية ونتاجا إنسانيا مجردا.. جميلا وممتعا، يشبه حنان أم تهدهد طفلها وتغني له بإحساسها الشعبي وكلامها العامي أجمل شعر..
الابداع الشعبي لايدمر اللغة.. لأنه فرع منها.. مثله مثل روافد الأنهار الكبيرة، التي تتسرب في مجراها الخاص فتكوّن على الضفاف حقولا جديدة.
ويبقى البقاء للنهر العظيم..

-2  بعض الأدباء والشعراء يرفضون ترجمة أعمالهم اعتقادا منهم أن الترجمة تفقد المادة (الأدبية أو الشعرية ) قيمتها، هل  الترجمة تفقد هذه القيمة؟  أم أنها أداة لنشر الثقافة العربية بالخارج؟ وماذا عن ترجمة أعمال الدكتور سعاد الصباح؟
- الترجمة قد تلغي بعض وهج الإبداع.. وتخفي شيئا  من روح النص.
هذا يحدث في الشعر تحديدا.. لأنه منسوج من لغته بطريقة شديدة الخصوصية.
أما النثر والرواية فالمترجم الذي يملك حسا أدبيا يستطيع أن يرتكب فكرة تناسخ الأرواح الأدبية.. فينقل الأدب من لغة إلى لغة بنفس الروح..
وقد قرأنا الكثير من الروايات العالمية المترجمة التي احتفظت بحرارتها.. وسمعنا صرخات ولادتها الأولى وكأنها ولدت في كل اللغات.
لكن الشعر مازال يعاني من بعض التغريب يحدث له عند الترجمة.
ربما لأن الشعر هو ابن لغته الأم.. ولايقبل أن يكون ابنا بالتبني لأي أم اخرى!
رغم ذلك.. قد تتوافق الأرواح بين الشاعر والمترجم.. فيقع الإحساس على الإحساس وتتآلف المشاعر.. فتنتج ترجمه ناجحة.. وهو قليلا ما يحدث.
وهذا لايعني أن نلغي أو نرفض فعل الترجمة.. فنحن لم نكتب إلا لنتواصل مع الإنسان أينما كان..


 - لكل كاتب طقوس خاصة أثناء الكتابة ، ماذا عن طقوس الدكتورة سعاد الصباح ؟
_ عندما يكون طقسي غائما .. تكون أمطاري الدافئة
عندما يكون طقسي عاصفا.. أكتب الأعاصير
ولي مع كل كتابة فصل..
أضع على الطاولة حزني وأحاكيه
ويجلس أمامي غضبي فأحاكمه
وأنثر ذكرياتي فأرسمها طيفاً طيفاً
هذه أهم طقوسي..
ولتذهب بقية الطقوس المادية إلى الشكليات..

-3  منذ البداية وكتاباتك تنشر تحت اسم صريح إلا أن هناك من الشعراء والكتاب ممن يتخفون وراء أسماء غير صريحة، وهمية، هل يمنح هذا التخفي شهرة لهؤلاء الكتاب والشعراء ؟

- للآخرين أسبابهم..
لكنني أكتب ليظهر من يخاف الظهور..
لأنني حددت اختياري منذ البدايات:
(سوف أبقى دائما أمشي أمام القافلة..
وسوف أبقى دائما مقتولة أو قاتلة)



4   - بالرغم من كتاباتك الكثيرة  سواء في الشعر أم النثر إلا أن رصيدك من الدواوين قليل مقارنة بالتاريخ الطويل  لاسمك وإنتاجك الأدبي هل من سبب؟
- الرصيد الأدبي يقاس بالإحساس لا بالكم..
بما كتبته من حب.. لا بما سكبته من حبر.
وأصدقك القول أن المخزون في القلب والذاكرة أكثر بكثير مما هو مخزون في الورق.. برغم أكثر من 30 إصداراً وعشرات الدراسات والبحوث تنوعت في عوالم الفكر كان أكثر من نصفها للشعر ولا أظنها قليلة.

-5   كيف تنظرين لتقدير الأدباء والشعراء في وطننا العربي، هل بالفعل يتم تكريمهم بما يستحقون؟
- يبدو أن الإعلام العربي مؤمن بمقولة "اذكروا محاسن موتاكم".. لذلك هم لايذكرون محاسنهم إلا عندما يموتون..
فيعيش الأديب العربي طوال حياته على الهامش.. حتى إذا مات أصبح في الصدارة!

-6  تعيش الدكتورة سعاد الصباح عدة حالات يكتشفها القارئ في كتاباتها الشعرية أو النثرية ما يجعلنا نشعر بالتنوع  الذي نادراً ما يتميز به الأدباء، من أين تستمدين أفكار كتاباتك وهل تعكس كتاباتك الواقع بشكل عام؟
- أستمد أفكاري من سيف عربي .. هو آخر السيوف الشيخ عبدالله مبارك الصباح.. له كتبت أول نبضات شعري، ومعه تشكلت أحاسيسي.

اما حالات الإنسان.. فلا عدّ لها ولا قرار.. والقضايا العامة تفرض نفسها أحيانا على نفسي وفي شعري.


-7 هل لنا أن نتحدث عن كتيب( السيرة الذاتية سعاد الصباح) ولماذا قررت إصداره؟
ان كنت تقصيدين الكتيب الذي صدر قبل أشهر يضم بعض سيرتي العملية فهو مجرد سطور قليلة تلخص رحلة طويلة.. لايعدو كونه تعريفا لا أكثر
وإن كنت تقصدين السيرة الذاتية التي أفكر بكتابتها .. فإنها مشروع كبير.. أغوص في بحاره وكلما شارفت على الغرق.. رأيت فيه نجوما ترشدني إلى الطريق..
تلك النجوم تتلامع في فضاء ذلك المحيط.. تحمل وجه أبي وملامح أمي ومكارم عبدالله المبارك.. وأولادي وأحفادي..

-8 اجمل الذكريات في حياتك؟ وما أجمل اللحظات التي تعيشيها اليوم؟
- اللحظات الجميلة مثل طيور الربيع.. تأتي، لكنها سرعان ماتهاجر إلى بلدان أخرى.
وأجمل ذكرياتي سطرتها في كتابي : رسائل من الزمن الجميل.
- 9من رفيق د. سعاد الصباح اليوم؟
- أسرتي الصغيرة: أولادي وأحفادي.
وقبائل من الحروف تقف أمامي كل يوم.. تطالبني بحقّها أن تخرج إلى الحياة.

-10   ما الذي يستثير قلم د. سعاد الصباح للكتابة؟
- الإنسان.. أينما كان
-11    كثيرة مشاركاتك خارج الوطن ماذا عن هذه المشاركات وما الذي أضافته لك؟
-  الشجرة قد يزرعها شخص.. لكن ثمرها سيتذوقه .الجميع
أهم مافي هذه المشاركات أن حصادها يكون للوطن
وللإنسان
ولخدمة العلم والفكر.. والمشاعر النبيلة.
هذا هو أهم ما تضيفة..
12-   اسم د. سعاد الصباح لم يغب أيضا عن مجال حقوق الإنسان وكذلك حقوق المرأة والطفل ما يعكس إنسانية الدكتورة سعاد الصباح، حدثينا عن هذا الجانب في اهتماماتك؟
- حقوق أصبح اليوم يشغل بال العالم بأسره.
وقد نبهت في كتب أصدرتها في هذا المجال أن الإنسان الذي تسلب منه حقوقه الطبيعية المكتسبة يتحول إلى خطر على المجتمع وعلى الإنسانية..
وكذلك الطفل الذي لا يعيش طفولته.. ويحرم من حقه الطبيعي بطفولة آمنة سيتحول إلى خطر على المجتمع.
إنني أسعى في عملي - مثل آخرين - أن أعيد الإنسان إلى إنسانيته.. أو أسهم في ذلك.
وقلت شعرا:
(يا أحبابي:
 لا هذا عصر الشعر..
ولا عصر الشعراء
هل ينبت قمح من جسد الفقراء..
هل ينبت وردٌ من مشنقةٍ؟
أم هل تطلع من أحداق الموتى أزهارٌ حمراء؟
هل تطلع من تاريخ القتل.. قصيدة شعرٍ؟
أم هل تخرج من ذاكرة المعدن يوما قطرة ماء؟





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق