الأحد، 31 مارس 2013

د. سعاد.. والجاحظية


الدكتورة سعاد الصباح وأوديسية الجاحظية

بقلم الطاهر وطار




سنة 1990, عاما, بعد تأسيس الجمعية الثقافية الجاحظية, كنت أشكو للشاعر الكبير أدونيس وكان ضيفا علينا, وضعية الجمعية المالية,  باعتبارها جمعية تتجه إلى الاستقلال التام عن السلطة وعن أجهزتها, وباعتبارها, جمعية تتجنب الخلط بين الثقافي والسياسي, وأنها تترك السياسة للأحزاب ذات الاختصاص, وأننا صممنا على تخليص الثقافة من السياسة.
وصل بنا الحديث إلى المجتمع المدني العربي وإلى الدكتورة سعاد الصباح.
أثنى عليها ونصحني بأن أتوجه إليها, فإنها لن تبخل على مشروع من هذا النوع.. والحق أقول, اعتراني نوع من الشك في كلام أدونيس, فقد كان متحمسا على غير عادته حينما يتحدث عن الشعراء والشاعرات.
لم أكن أعرف عن سعاد الصباح سوى ما يروج بين الشعراء العرب, حول بعضهم البعض, فقد تلقنوا على أبي الطيب المتنبي, أن كل واحد منهم أول وأخر زمان الشعر منذ قفا نبك, إلى قتلناك يا آخر الأنبياء.
لو أنها روائية أو قاصة, لتتبعت ما تكتب ولصنفتها, وصنفت كتبتها, أما وهي شاعرة, وأنا والشعر لا نلتقي إلا في الأمسيات حيث تشدني كروائي حركات ونبرات وملامح الشاعر أكثر مما تشدني صوره وبلاغته.
مع أنني لم أتأكد من نصيحة أدونيس, فالرجل باطني, ويعسر على المرء أن يميز بين المخفي والظاهرعنده, فإنني بكل بساطتي وسذاجتي, كتبت رسالة لا أذكر اليوم ما قلت فيها, ولربما تكون في وثائق الجاحظية ما تزال, إنما وبكل تأكيد أكون قد شرحت فيها مشروع بعث جمعية مدنية مستقلة عن السلطة والأجهزة هو في عامه الثاني. لم أكن أملك عنوانا أخاطب به شاعرة ثرية, لقبها الصباح.
فاكتفيت بنعوت المجاملة والاسم واللقب, والكويت.
اكتفيت بالثقة في ساعي البريد, وفي أن وزير البريد الكويتي نفسه, سيسعف الرسالة الغريبة. فيما بعد تساءلت, عما إذا لم أكن قد أهنت نفسي وأهنت الشاعرة وأهنت بلدها باعتباره حارة واحدة, كل الناس فيها تعرف بعضها.. كم رسالة من هذا النوع, يوجهها الفقراء والمساكين واليتامى وأبناء السبيل, والمارقون عن الطواغيت؟
تذكرت حماقاتي من هذا النوع وأضفت إليها هذه الحماقة البدوية أيضا. واتكلت على الذاكرة في التخلص من كل مكروه كما تعودت أن تفعل.
انحراف الروائي في, ظل يشغلني بأميرة تقول الشعر, وتمتلك فلوسا كثيرة.. كيف تحيا كيف تعيش, كيف تقرأ الشعر, هل يمكن أن تعشق شاعرا غليظا كالشنفرى, وهل يمكن لشاعر يتبطن في كل ما حوله وما عليه مثل أدونيس أن يحلم كما يحلم باقي الشعراء عادة بأميرة, يقطع لسانها كي لا تسمعه شعرها, أو خواطرها وهمومها, ويظل يسكر ويقرأ عليها ما كتب وما حفظ, وعندما يصيبه الملل يشبعها ضربا وبكاء ونحيبا وشكوى من الوضع العربي اللئيم.
لم أعرف الأميرات والأمراء إلا في الأدب الروسي, أو في بعض الأفلام الغربية, وأدبنا العربي القديم يحبب إلينا أكثر الجواري والقيان, وتصوري الخاطئ أيامها عن الأوضاع الحضارية في شبه الجزيرة والخليج, عقد علاقتي بهذه الأميرة الصحراوية.
مرة أراها تمتطي ناقة بيضاء وتطل من هودج فلا يرى منها سوى عينين دعجاوين لامعتين, مرة أراها في سيارة من آخر طراز وفي لباس ينزع عنها مع الأسف الشديد كل وقار الأميرات.
آسف أسفا شديدا وأقول لا يحق لأية أميرة سوى أن تكون أميرة.. سواء أكانت على ناقة أم على سيارة أم في طائرة أم على حصان رشيق.
كثيرا ما أتساءل أين يخفي أثرياء وأمراء الجزيرة والخليج ثرواتهم؟ هل يضعونها في صناديق ويخفونها في الرمل؟ ومتى يعدون نقودهم, إذا كانوا يعدونها فعلا؟
لا. أميرتي, تقول الشعر, ولا شك أن ما يسيطر على ذهنها بعيد جدا عن غير الصور الشعرية, والعواطف الرقيقة النبيلة.
لم نكن نسمع أيامها بدار سعاد الصباح للنشر, ولا بمشاريع عبد العزيز سعود البابطين, ولا بجائزة العويس.
أتذكر في خجل رسالتي الضائعة, وأتساءل عن مصيرها, وأتحول إلى شاب مراهق, تفطن والد جارته إلى الرسالة فقرأها في غضب ثم أحرقها قبل بلوغها صاحبتها.. وأركز اللوم على أدونيس وأقول إنه هو الذي وشى بي…لدولة الكويت.. للأمم المتحدة.. للجامعة العربية كذلك. فللشعراء تقلبات وأهواء, ألم يقل فيهم تعالى: ".. يتبعهم الغاوون.." ولا أعتقد إطلاقا أن أدونيس من الذين عملوا أو يعملون الصالحات.
وإلا لما ضاعت رسالتي للأميرة الشاعرة.
أنسى حماقتي المتمثلة في مراسلة شاعرة برنسيسة بدون عنوان دقيق.
كان لي موقف صارم أثناء غزو الكويت من طرف جيش الصدام, حيث مشيت في الخط المعاكس للأغلبية الساحقة من الرعاع والأدباء والكتاب العرب, أولئك الذين يدينون الديكتاتورية والفاشية وينادون بالديموقراطية, وفي نفس الوقت يبيتون على حلم أن يستيقظوا في الصباح وفوق رقابهم جزمات بيسمارك وهتلر, حتى تتحول العشائر والقبائل إلى أمة واحدة ذات رسالة خالدة... ومشيت أيضا ضد التيار المسيطر في الشارع الجزائري وفي مؤسسة الإذاعة بالذات التي كنت أديرها.
كان العقل غائبا, وكان الناس من حولي خارج الزمن, حتى أن بعضهم تحدث عن مفعولات سحرية يمتلكها الصدام, وسيخرجها في الوقت المناسب, لتكون طيرا أبابيل, تفني الأمريكان ومن معهم في رمش عين.
سألت رئيس التحرير حينها وهو اليوم صحافي "قد الدينا" في إذاعة غربية شهيرة, هل استعمل الماريشال الروسي فعلا عبارة "العدوان الأمريكي" على العراق؟
قال: إنما دعما لإخواننا العراقيين...
-              تعلن حربا عالمية أخيرة, قلت وأضفت, أنت معزول من منصبك.
وانطلقت الحرب ضدي.. وطار يكره العرب لأنه بربري. وطار عميل للأمريكان وللصهيونية ولربما لموقاديشو.
وانحصرت العروبة في قتل عربي قوي لعربي ضعيف.. في مازوشية  غريبة.
أيامها, تذكرت الرسالة التائهة وحمدت الله على أنها لم تصل, لأتمتع براحة الضمير, ولا أقع تحت طائلة المثل "أطعم الكرش تستحي العين", وعدت ألوم أدونيس لأنه أراد أن يورطني, في علاقة لا تعبق بروائح العطر الأميري, وإنما برائحة تلكم الآبار التي كانت تحترق أيامها, ثم عدت فشكرته على الوشايات التي قام بها ضدي ما في ذلك شك.
مع ذلك ضحكت وأنا أتذكر الذئب والعنب الذي لم يطله...
الدنيا عجائب, وللبشر حالات وحالات. وعسى أن يكره المرء شيئا وهو خير له.
ذهبت أكثر من مرة إلى الكويت, وفي كل مرة أكتشف شعبا نشيطا, يحسن العيش ويحسن التجارة, ويقرأ كثيرا.. وفي كل مرة أتمنى لو ألتقي بالشاعرة صدفة ودون سابق ميعاد, فأنا بالإضافة إلى خجلي, والخشية من أن يفسر الناس شعبيتي بأنها ابتذال وسوقية خروتشوفية... أفضل في أمور معينة, الحلم الصوفي في الحلول والتجلي.
جميل أن تظل الخاطرة خاطرة, رشيقة, تحملها الرياح وتطوف بها على المروج والرياض... ولليلى الحق كل الحق في أن تبتعد عن المجنون, كلما دنا منها. والمثل الأعلى إذا ما بلغناه, فقد علويته وتدنى, وخلفه مثل أعلى منه.
ثم إنني لم أكلم أميرة في حياتي, إلا تلكم التي تزورني قبل النوم قادمة من أعماق البحار, تأخذني من يدي إلى عالم لا ظلم ولا حيف فيه.
كان بودي أن أسأل الدكتورة الشاعرة, هل وصلتها رسالتي, وهل عدم ردها كان استياء. إلا أنني لم أصادفها إلا وهي تغادر الفندق بمدينة الرباط, حيث كانت تشارك في أشغال اللجنة العربية لحقوق الإنسان, إن لم تخني الذاكرة. وحيث كنت أشارك رفقة سعدي يوسف وعز الدين المناصرة, في ملتقى الرباط الثقافي.
كانت بحق رغم تواضع لباسها واحتشام زينتها, أميرة عربية, رشيقة, ولطيفة.
حيتنا بابتسامة, كان نصفها الأكبر موجها لي. وتمنيت لو أستوقفها فأسألها, هل هي ابتسامة امتنان لموقفي من قضية بلدها, أم هي وعد بالرد على رسالتي المسكينة.
أردت أن أقول لها ما قلته في مدينة الكويت على منبر اتحاد الكتاب, إن الوفاء للمبادئ والالتزام بها في جميع الحالات لا يستوجب إطلاقا الشكر والثناء.. إن راحة الضمير, هي أغلى ثمن يتقاضاه المرء عن مواقفه, وإلا لما استشهد شهيد عبر التاريخ.
مرت الشاعرة كالغيمة, بينما راح سعدي يوسف, بعد أن عرف حكايتي مع أدونيس, ومع الرسالة التائهة, ينوه بمناقبها وبشعرها, ويعدني بأن يساعد الجاحظية، بالتقريب بينها وبين الأميرة الكريمة.
وعلق ضاحكا, الظاهر أن أدونيس يكن لك ودا استثنائيا...
لقد عمل صالحا, قلت وأنا أتذكر الذين يتبعهم الغاوون ومنهم سعدي يوسف, وعز الدين المناصرة وسعاد الصباح.
كثيرا ما تحضرني الحالة الجزائرية, والحالة الجزائرية, هي أن تكسر الكأس الذي في يدك, ظنا منك أنه عزيز على كل من حولك وأنه لا أحد منهم يجرؤ على فعل ذلك.. ذلك أحد أوجه الحالة الجزائرية.
أيها العرب إن كفاح الجاحظية, جزء من كفاح الشعب الجزائري, ضد الاستعمار الجديد وضد التغريبيين, ومن أجل أن يبقى معكم  عربيا.. لم أقل لسعدي ما خطر ببالي, حين حصر نصيحة أدونيس في العلاقة الشخصية بيني وبينه.. ولم يكن يومها, الدكتور نصر حامد أبوزيد, قد تدخل لدى مؤسسة الأمير كلاوس ليدعم الجاحظية بآلة طابعة قيمتها خمسون ألف دولار, اقتناعا منه برسالة الجاحظية وبجدية معركة الشعب الجزائري, وببؤس الطاهر وطار.
عثرت على عنوان الدكتورة قبل ذلك, في وثائق منتدى الفكر العربي الذي يرأسه سمو الأمير الحسن بن طلال, بعد أن  ضممت إليه دون طلب مني, ثم طردت منه لفقري, عندما عجزت عن تسديد ثمن اشتراكي, وهو مبلغ زهيد نسبيا, طالما ألححت على ناشر روايتي "الشمعة والدهاليز" بعمان أن يسدده, لكن عبثا, فلا دفع ولا دفع...تولاه مولاه... ومرة أخرى, أستعمل الآية الكريمة: "عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم", فالتغيير لا يأتي أبدا على أيدي الشيوخ والمتقاعدين...وذوي السوابق في مناهضة الفكر اليساري, وأيديولوجية الطبقة العاملة.
كنت سأجد نفسي بينهم كصالح في ثمود, ولربما تحضرني الحالة الجزائرية في أول جلسة أحضرها, فيكون ما يكون...
 يكفيني هم الجاحظية, التي بلغت قدرا كبيرا من السمعة وأصبحت مطالبة, بأن تؤدي أدوارا لا طاقة لها بها, تكبر تكاليفها ككرة الثلج.. ولقد انسقنا وراء الفراغ الثقافي الذي ساد ويسود, خاصة بعد أن تخلت الدولة أول ما تخلت, وهي تغازل صندوق النقد الدولي على دعم الثقافة, فتوقفت المؤسسة الوطنية للكتاب, وتعطلت مجلات الوزارة, وانسدت أبواب النشر في وجوه الكتاب شبابا وغير شباب, وأغلق المسرح.. ولم يبق سائدا سوى أغاني الراي البذيئة, والقتل والحديث عن القتل, وتعليقات الكتاب والفنانين "الجمهوريين" من القنوات الفرنسية محرضة على القضاء النهائي على الآخر ومن ضمنه الطاهر وطار...
ما لم تستطع السلطة التخلص منه, هو ذهنية الحزب الواحد, المهيمنة على كل قطاعات الحياة, حتى وإن كان يعتريها الوهن والعجز. والانزعاج من كل مؤسسة أو جمعية أو حزب لم تخلقه هي أو لم تستول عليه.
كنا قطبا وحيدا في الساحة, وكانت الصحافة تلتقط أخبار نشاطنا بتلهف, وكان هذا يزعجنا كثرا, وفشلنا في تفاديه. وهو ما يجنن الأوتوتاريات العربية.
حاولوا تشظية الجمعية (والتشظية أسلوب تتبعه الكاجيبي ومن تتلمذ عليها أحيانا بصفة آلية) ففي 1993 عندما منحوا مبالغ طائلة لمجموعة من الأدباء وأمروهم بإنشاء جمعية سموها المعني.
حاولوا بعد سنة إغراء عضو مكتب منا ووضعوه رئيسا للمعنى, ولما فصلوه عنا تخلوا عنه بكل أخوة.
جندوا طاقات عديدة لإنعاش اتحاد الكتاب, دون جدوى.
اجتمعنا - مكتب الجمعية - مع وزير الاتصال والثقافة, وشكونا له حالنا, فما كان من معاليه, إلا إنشاء جمعية, ترأسها معاليه, ووضع رئيس ديوانه, أمينا عاما لها.. لما طالبنا بتطبيق ما ورد في محضر الجلسة الذي بيننا تساءل, عن أي محضر يتعلق الأمر.. وقبل أن يغادر الوزارة, كلف معاليه من أنشأ جمعية جديدة.. ما تزال لحسن الحظ نشيطة.
الفرنكوفونيون ومن معهم من الداخل والخارج, أجمعوا على أنه لا فرق بين علي بلحاج وعباسي مدني والطاهر وطار.
كنت الوحيد من الكتاب الناجي من الوقوع في فخ تأييد إيقاف المسار الانتخابي, بزعم الدفاع عن الجمهورية التي لم أعرفها في يوم من أيام استقلال الجزائر... فلم يكونوا يرون من الجاحظية سوى شخصي, ولا يزالون ك\لك حتى اليوم, إذ لا يرد اسمي أو الجمعية, في جريدة مفرنسة, إلا  في حالات الشتم والقذف.
يوزعون الدعم على الجمعيات, فيكون نصيب الجاحظية, أرذل نصيب, إن لم يوقفوه أصلا, بل لقد أرسلوا المجلس الأعلى للمحاسبة ليدقق قرابة الشهرين في حسابات الجاحظية, بحثا عن الخلل, لكن في الأخير ولنزاهة المحاسبين المكلفين وضعوا تقريرا, ينوه بنشاط الجاحظية ويطالب بدعمها ويدين وزارة الثقافة.
بلغنا حد الفاقة والاحتياج, ولم يبق أمامنا سوى الاستسلام, للمصير الذي حدده  أعداء وخصوم الثقافة.
صارت تعتريني حالات هوس, أستيقظ في الليل, هاربا من فراشي, يطاردني السؤال ما العمل؟
مجلة التبيين ينبغي أن تتواصل.
العدد الجديد من مجلة القصيدة ينبغي أن يصدر.
كراء المحل ينبغي أن يدفع.
الفرقة المسرحية المتأهبة للسفر إلى القاهرة في إطار المسرح التجريبي,  ينبغي أن لا تتوقف رغم أن الوزارة رفضت الفكرة من أصلها.. زاعمة على لسان مدير الآداب والفنون الشاعر أحمد حمدي أن الدولة سترسل فرقة "وطنية". والغريب في الأمر أن وزير الثقافة يومها هو  ابن شاعر الثورة الذي نبذته الجزائر بعد الاستقلال, فكرسنا له جائزة شعرية سنوية مغاربية, أعادت له الاعتبار وأعادته إلى الساحة, وصرنا نحسد عليه, وقد كنا نتوقع هذا منذ اليوم الأول.
الدائنون – كثر الله خيرهم – طال صبرهم وسكوتهم أيضا.
المبالغ الزهيدة التي ندفعها للبنات المتعاونات وللمحاضرين يجب أن لا تتوقف.
أصرخ: لن أسمح ما دمت على رأس الجمعية, بالرضوخ للسياسيين, فنغرق في مواقف التأييد والمساندة, والاستنكار والتنديد وما إلى ذلك من عبارات قاموس الديكتاتوريات.
شجعتني بسمة الأميرة الشاعرة, التي لم أفهم كنهها حتى اليوم, على كتابة رسالة ثانية, أشكو فيها ضيق الحال, ولا أدري الباقي من العبارات التي استعملتها, ولحسن حظ الجاحظية, صادف أن سجلت معي المنشطة التونسية المثقفة كوثر البشراوي حصة, لم تخف فيها تعاطفها مع الجاحظية, ولم أخف فيها الوضع.
جاء رد الدكتورة الشاعرة سعاد الصباح, غيثا سحساحا, مع كلمة طيبة ترق فيها لحالي وحال الجاحظية.. وما يزال من سنة لأخرى يطل علينا بريد لطيف من الكويت الشقيق, يحمل في ثناياه جزءا من البسمة اللطيفة التي أثق في أن نصيبها الأكبر كان لي.
مازلنا كلما ضاق بنا الحال, نعلق الأمل على تلكم البسمة, وما زلنا نسعى لاستقدام الشاعرة, وليس غير الشاعرة, لتقرأ الشعر في رحاب الجاحظية, ومنذ أيام, (مطلع أوت 2001) طرحت الفكرة على رئيس ديوان رئيس الحكومة فرحب بذلك.
أيتها الأخت الطيبة.
إن ما نفعله, أنت ونحن, وكل الذين يحاربون الجهل والطغيان, هو وحده الطريق الموصل لوحدة أمتنا الكبيرة.
بفضل تدخلك في الوقت المناسب, تستمر الجاحظية حتى اليوم.
إن عشرات الشباب الذين ننشر لهم أعمالهم يثنون  عليك وعلى بلدك العزيز.
إن عشرات الشباب الذين يتعلمون القيثارة والبيانو يحيونك بكل نغمة يعزفونها.
إن مطبعتنا المتواضعة, لم تتوقف عن الدوران بفضل دعمك. وبكل فخر نعتبر ما يصدر عنها جزءا من منشورات دار سعاد الصباح.
لقد أنقذتنا في الوقت المناسب, فلك الشكر الجزيل.
وكان الله معك في كل الأحوال.
‏الاربعاء‏، 30‏ كانون الثاني‏، 2002

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق