الأربعاء، 23 يوليو 2014

كلمة جائزة البابطين - باريس 2006

فخامةَ رئيسْ فرنسا 
أصحابَ السعادةِ الوزراءُ والسفراءُ والقناصلْ 
يا أصدقاءَ الفكرِ والضميرْ.. 
فـي باريس المضيئـةِ بالثقافـةِ والحضـارةِ والإبــداعْ  نجتمعُ اليومْ.
وقَدَرُ الثقافةِ أن تكونَ جسراً لا سداً. أن تبني ما تَهدِمُهُ السياسةُ والمصالح.  السياسةُ شوهَّتْ وجهَ الإنسانيةِ  والإبداعُ جَمّلَها بأحلَى القصائدِ واللوحاتِ والمسرحياتِ والسيمفونياتْ.. 
لأن الثقافةَ هَي آيةُ العقلِ وخُلاصَةُ الحكمةْ، والسياسةُ هَي خُلاصةُ الميكيافلية و التشويهْ.
الثقافـةُ أيهـا الأصدقـاءْ هَـي السؤالْ، والإنسانُ الـذي لا يَسـألُ يأخذُ شكلَ الحجرْ
والمثقفونَ همُ الطليعةُ المقاتلةُ التي تَشقُ الطريقَ أمامَ الملايينْ  من الذينَ لا يعرفونَ كيفَ يعبُّرونَ عن أنفسهمْ . أو يخافونَ التعبيرَ لأن سيفَ القمعِ مرفوعُ فوقَ رؤوسهمْ. 
المثقفُ هـو الناطـقُ الرسمـي باسمِ الناسْ  يُعِّبرُ عـن أحزانِهمْ وأفراحِهمْ ومُعاناتِهمُ اليوميةْ.
إن الوظيفـةَ الأساسيةَ للكلمْة هي المواجهةُ والتصدي وتأسيسُ عالمٍ جديدْ.
فالثقافُة أسلوبُ مُتحضرُ للدفاعِ عن وجودِ الإنسانِ وعن هُويتهْ،  وعن كرامتِهِ وحريتهْ.  لذلك لا تنفصلُ الثقافـةُ عـن الموقفِ الأخلاقي وعن اطار الُمُثلِ العُليا
المثقفُ هو حارسُ القيمِ وحارسُ الضميرْ..
أنني أدعو أهلَ السياسةِ إلى مائدةِ الفكرِ والعقلِ والضميرْ. حتى نبنيَ لأبنائِنا وأحفادِنا عالماً ملوناً بالسلام،  مُتدَثراً بالطمأنينهْ،  مُغرداً بالحبْ.
لبـاريسَ التي أحبْ والتي عَلّمتـني الكثيرَ الكثيرْ  والتي عنها لا أغيبْ  شكراً.
وللصديقِ الأستاذْ عبد العزيزِ البابطينْ  ومؤسستهِ الجادةِ الفاعلةِ في تعميقِ حوارِ العقولِ والكلماتْ شكراً من القلبْ.
ولكمْ أيتها السيداتُ والسادةْ  كلَ الشكرِ والامتنانْ.

وسلامُ عليكم يا أصدقاءَ الفكرِ.. ورحمةُ الله وبركاتُه.

كلمة ألقيت في جائزة عبدالعزيز البابطين بدورتها العاشرة
باريس 30/10/2006


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق