الأربعاء، 11 يوليو 2012

رسائل من الزمن الجميل (الرسالة الأولى)


الرسالة الأولى





يا أكثر من حبيبي . . .
إنه الوضوء بمياه ضوئك. . .
إنه الدخول إلى معبدك والاحتراق بشموعك . . .
إنه الإسراء في غمامة من البخور والصندل ...
إنه أجراس شوقي التي تقرع . .
إنه الجلوس تحت قباب صمتك .. وتقبيل أصابعك . . .
إذا كان الحب جنة .. فلا مطلب لي إلا دخول جنتك . . .
وإذا كان الحب استشهاداً .. فإنني مستعدة أن استغنى عن حياتي في سبيل حياتك ..
شكراً لحبك ..الذي كشف عن بصري وبصيرتي . . .
انه الشرارة السماوية التي اضاءت ليلنا ..
يا الذي يحشرني في 45 سنتيمترمن مساحة الشوق . .
ما أحلى اعتقالك بين الهدب والهدب .. وبين الشفتين
ما أحلى احتلالك من جهاتك الأربع . . .
التصق بي أكثر لنسمع الأخبار . . .
العالم كله في حالة هستيريا ..
البيض يقتلون السود .. والعرب يقتلون الفلسطينيين .. والفلسطينيون يقتلون بعضهم ..
والدولار يقتل فقراء العالم الثالث .
التصق بي أكثر فالعالم غابة كراهية .. وأنا الوحيدة في هذا العالم التي تحبك ...
أدخل في حياتي أكثر وأنعجنْ بي أكثر .. فأنت جزيرة السلام الوحيدة التي بقيت في بحر الجريمة والقتل والأرهاب .
يا سيد هذا العالم ..
أصبحت استحي منك إذا قلت أحبك . . .

1





فهذا تعبير صغير جداً .. على رجل أصبح يحتل مساحة الكون ويحتلني ..
منذ تلاقينا في القصر الأبيض (1) .. تكهرب العالم ...
لا أدري ما حصل بالضبط يومئذ .
المطر المحبوس منذ سنين أغرقنا .. وأغرق القصر .
 والبرق الذي كان مخبوءاً تحت ثيابنا ...
اشتعل فجأةً وأحرق الستائر ...
اخذتني إلى صدرك دون تصنع .. وعانقتني دون أي إنذار سابق ... فقرارك اتخذته منذ سبتمبر 1960 ولا زال سارياً .
شكراً لك لأنك اخترتني ..
مر الزمن وأنا مستلقية على ظهري. . .
كانت هذه فرصة طيبة ، للدخول في حوار مع  نفسي و وضع مخطط للمستقبل ...
الجديد في تفكيري ، أنني لا أستطيع أن أتصور مستقبلاً لا تكون فيه ولا أستطيع أن أتعايش مع مكان لا تكون متواجداً فيه ..
بل لا أستطيع أن أحدد خياراتي إلا في حضورك ...
هذه حالة جميلة جداً أمر بها .. تؤكد لي أنك أصبحت أكثر بكثير من حبيب و زوج ..
أكثر بكثير من وطن ..
أكثر بكثير من انتماء . . .
هل تزعل عندما أقول لك أن الزمن الذي قضيته قبلي .. هو زمن مسروق مني ..؟ ؟
هل تعرف .. ؟ ؟ وهذا سر أعلنه للمرة الأولى أنني فكرت بأن أقيم عليك الدعوى بتهمة أنك كنت لغيري قبل أن ترتبط بي . . .
أشياء جنونية .. إنما غيرة المرأة . . .
سلاماً يا جبالاً من الكبرياء . . .
سلاماً يا أيها الرجل الذي اختصر العالم ..

(1)             بيتنا في الكويت . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق