الخميس، 11 أكتوبر 2012

. . . من رسالة خاصة جداً




بقلم:
نضال الأشقر



عزيزتي سعاد
أكثر من عشرين سنه مضت على لقائنا الأول. كنت أقرأ الشعر في أمسية لندنية وكنتِ هناك: مهرة تشع عيناها بحزن في الأعما،ق ووشاية لفرح لا يكاد يكتمل.
كنتِ أنتِ بين الجمهرة المستمعة: وحيدة بدوتِ لي وإن كان كل من حولك يقترب أو يحاول. وقد ولد لي في لحظتها حلم علاقة مودة واحترام وإعجاب متبادل، ما لبثت الأيام أن زادته وضوحاً ليصبح حقيقة.
وحيثما ذهبت كنتُ أراك أو أسمع عنك كل ما تحمله طيور الخير، محدثة في صدق رائع عن سجايا في سعاد الصباح لم تتوفر لغيرها ولو تماثلت مع العديد من رموزنا: قيما في ذروتها الوفاء، وعطاء في حدوده الدنيا غريب على مجتمعاتنا العابقة بالبشاعة.
لقد جسدتِ المرأة العربية الحقيقية: تكافح وهي في غنى عن الكفاح ، تقاتل وهي التي لو شاءت لنعمت من دنياها بسلام مطلق ونعيم دائم.
وفي تجسيدكِ للمرأة العربية الباسلة بقيتِ سيفاً مشدود القامة، كما أنت تماماً حين تقفين إلى منبر الكلمة : شاعرة آسرة بالبحّة الحزينة في الصوت وبالجمال النبيل في تجلياته العليا.
حيث أذهب تتغير الدنيا، ويا لكثرة ما أسافر. الأشجار تتغير. الشوارع تتغير. المدن تخلع اغطيتها. الأحصنة تبدل صهيلها إلا أنت فإنك


لا تزالين الفرس العربية التي لا يتبدل فيها الصوت ولا تشيخ الصورة بل يزداد كل منهما عمقاً وأصالة .  
من السهل أن أقول فيك كل ما يعرفه عنك المحبون والمؤمنون برسالة الحياة العظيمة، ولكنك تستحقين أن يقال فيك الكثير الكثير وفاء لما أعطيت عالمنا العربي من قدرات في الشعر والنثر ورعاية مسيرات الثقافة ورموزها وعناوينها.
ويندر أن نجد جبين منتدى ثقافي أو مثقف اتصل بك، دون أن تكون كفك المليئة ببخور المحبة قد مرت فوقه ومسحت عنه الحزن الذي يذبح المبدعين.
أنت: أيتها المرأة العربية التي تمضي السنون ولا أراك، تستحقين مني التوقف لحظة أمام الله لأقول فيك كلمة حق أنت والله المستحقة لها. لأقول فيك ولك أن الزمن مع سعاد الصباح هو زمن آخر أكثر بهاء وجمالاً ونبلاً.
فلتنعمي يا سعاد بأكليل الغار، من فؤاد يصنع، ولاسمك فلتكتب أحلى الكلمات..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق