الأربعاء، 20 فبراير 2013

الرجلُ المُستَعمرِ

اللوحة بريشة: سعاد الصباح


يحتلُّني حبّك من الجهاتِ الأربعْ
ويرفَعُ راياتِهِ علي أقاليمِ أُنوثتي
جزيرةً.. جزيرةْ
وضَفيرةً.. ضَفيرةْ
أيُّها الحاكمُ بلا مراسيم، ولا بَرْلمان.. ولا
استفتاءٍ شعبيّ
أيها الاستعماريُّ الكبير...
يا أجملَ البَرابرَة...
واعدَلَ الطُّغاةْ
أحبّكَ.. وأعرفُ انكَ مُغْتصِبٌ للسُّلطَهْ
أحبّكَ.. وأعرف لا شرعيةَ احتلاِلكَ
أحبّكَ.. وأعرف عبثيّةَ الصراعِ معكْ
ومع هذا..
لا أطالبُ بخْلعكَ عنِ العرش..
لأنني لا أعرفُ أن أحكمَ وحدي...

إنّ كلَّ الكتُب يمكنُ أن يَنتهي الإنسانُ منْ
قراءتها.. إلا كتابَك.. فكُلما تصوَّرتُ
أنّني نجحْتُ في الامتحان، رجعتُ إلي
أولِ السطر...
أنتَ مثلُ غاباتِ أفريقيا كلَّما تَغَلْغَلتُ في
مجاهيلِك... وسبحتُ في أنهارك...
وغرقتُ في أمطارِ حُبّك.. أكتشفُ أنني
لم أزَلْ في أوّلِ الطريق...
أنتَ يا أيّها المتجذّرُ في الزمانِ والمكان
ساعدْني كي أقتلِعَكَ من ذاكرتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق