الاثنين، 18 فبراير 2013

سعاد.. خليجية عاشقة !



بقلم: ريم الصالح*





سيظل اليوم التاريخي الذي استعادت فيه المرأة الكويتية حقوقها السياسية مرتبطاً بالصورة التي تداولتها الصحف للشاعرة سعاد الصباح وهي تسطر قبلة النصر والامتنان على جبين رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد في ذلك الزمن وسمو أمير البلاد الآن.
عدت إلى دواوين هذه الشاعرة وجدتها تفيض بالعشق وتفيض بالوجع الذي يفسر هذه النظرة الحزينة التي تملأ عينيها حتى وهي تبتسم، في شعرها الكثير من العشق: عشق الرجل، عشق الأرض، عشق الزوج، عشق العروبة.
في عشق الرجل تقول في مقدمة ديوانها " قصائد حب" :" لقد تغزل الرجل بالمرأة منذ بدأ التاريخ ولم يترك لها هامشاً صغيراً من الحرية يسمح لها بالتغزل به" وقالت غادة السمان حول ديوانها : أعلنت عليك الحب : "أردت أن أكسر القاعدة وأبدأ بإعلان حبي للرجل. كان على امرأة واحدة أن تبدأ وتعلن وقررت أن أبدأ".
في هذا الديوان تطالب سعاد الصباح أن يكون هناك مساواة في الحب وأن تقول للرجل الذي تحبه أحبك دون أن تذبح كالدجاجة على قارعة الطريق.
وللكويت عشق واعٍ في قلب هذه الشاعرة، فهي تدرك جيداً أن قوة الكويت في حريتها كما تقول في ديوانها: "برقيات عاجلة إلى وطني ":
كويت يا كويت
لحرية الرأي فيك تراث طويل
وطفل المحبة بين ذراعيك طفل جميل
وزرع العروبة فيك قديم . . قديم
كهذا النخيل
فظلي كما أنت قلباً كبيراً
ونجما منيراً
وفي موقع آخر تقول :
يسعدني أن تكون بلادي
ملاذ العصافير من كل جنس
وبيت المغنين والشعراء
وسقفاً لمن تركتهم حروب  العروبة
دون غطاء
ويظل من أكثر دواوينها حرقة هو ديوان " آخر السيوف" في زوجها عبدالله المبارك ومنه:     
ها أنت ترجع مثل سيف متعب
لتنام في قلب الكويت أخيرا
كسرتك أنباء الكويت، ومن رأى
جبلاّ، بكل شموخه، مقهورا

هناك الكثير من التعابير الجميلة  في شعر سعاد الصباح تلك الشاعرة التي اختارت قدرها كما قالت في قصيدة مواجهة الكلمات :
قد كان بوسعي أن أتجمل
أن أتكحل ..
أن أتدلل
أن أتحمص تحت الشمس
وأرقص فوق الموج كالحوريات
قد كان بوسعي
أن أتجنب أسئلة التاريخ
وأهرب من تعذيب الذات
 لكنني خنت قوانين الأنثى
واخترت مواجهة الكلمات
وياله من اختيار شجاع في زمن أصبح فيه الممسك بالكلمات كالممسك بجمرة.. والحروف تثير الشهية لاخراسها بالقنابل والرصاص والعبوات الناسفة.
    

* كاتبة سعودية                                                                               
- عن جريدة السياسة الكويتية 


http://www.aljazeera.net/news/pages/28200d02-ca59-4c1e-b346-7221ff1c422f

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق