الخميس، 18 سبتمبر 2014

سأبقى أُحبُّكَ . .

شعر: د. سعاد الصباح



1




أُحبُّكَ . . .


رَغْمَ ألوفِ العُيوُبِ الصغيرةِ فيكَ
و أعرفُ أَنَّكَ لا تستحقُّ عطائي .
و أرمي بنفسي على ساعِديْكَ
و لا أتذكّرُ أينَ أمامي . .
و أينَ ورائي . .





2

أُحبُّكَ . . .
حتّى حدودِ السذاجةِ
حتى حدوُدِ الغباءِ . .
و أعرفُ أنّي سأغرقُ في آخرِِ الأمر ,
في شِبْرِ ماءِ . . .
فسامِحْ غبَائي . .


















3

أُحبُّكَ جداً . . .
و أعرفُ أنَّ مزاجَكَ
غيْمٌ ... و برقٌ ... و رَعدٌ ,
و أني تزوّجتُ فَصْلَ الشتاءِ
و أعرِفُ أنَّ التقدُّمَ صعبٌ
و أنّ التراجُعَ صَعبٌ
و أنَّ بحارَك دون ابتداءٍ . .
و دونَ انتهاء
أحبُّكَ جداً . . .
و أعلَمُ علمَ اليقين
بأنّي أؤَسِّسُ مملكةً في الهواءِ . . .




4


حبُّكَ جداً . . .
و أعرِفُ أنّي سأقتحِمُ المستَحيِلْ
و ألمِسُ سَقْفَ السماءِ
أُحبُّكَ حتى التَّهوُّر
حتى التّبخر
حتى التَّقَمُص فيكَ
و حتّى فنائِي . .





5




أُحبُّكَ . . من دونِ قيدٍ . . و من دونِ شرطٍ
و أعرفُ أنّي تجاوزتُ كلَّ الخطوطِ
و أح~رَقْتُ نِصفَ البلادِ ورائي .
أحِبُّكَ , من دون أيِّ حسابٍ
و أعرفُ منذُ البدايةِ
أنّي سألقى جَزَائِي . .








6

أحبُّكَ جداً . . .
و كم كنتُ أرغبُ أن لا أُحبُّك
لكنّها نُقطةُ الضَّعفِ عندَ جميِعِ النساءِ
فَفِي حالةِ العشْقِ . .
لسنا نفرِّق بين السُّفوحِ
و بين الهضابِ
و بينَ السطورِ وبينَ الكتابِ
و بينَ الثوابِ و بينَ العقَابِ
و في حالة الشَّوْقِ . .
لسنَا نفرِّقُ بين النّبي و بينَ المُرابي
حبُّكَ جداً . . .
فهَل يا تُرانِي , أحبُّ خرَابي .



7


أيا أيُّها الديكتاتورُ الصغيرْ
 أنا لا ألومُكَ مهما فعلتْ
و مهما قمعتَ شُعوري
و مهما كسرتَ خيالي . .
و مهما بطشتْ
فلم تكُ يوماً قويّاً
لكنَّ ضَعفِي خلاّكَ تُحسَبُ في الأقوياءِ
و لَم تكُ يوماً كبيراً
و لكنْ أنا . . .
قد رفعتُك بالحبِّ نحو السَّماءِ . . .



8



أيا سيِّدي :
لا تؤاخِذ جُنوني
فإنّي بدائيَّة النزواتْ
و عشقيَ – مثلي – بِدائي
سأبقى أّحبُّكَ
مهما ضجرتَ
مهما صرختَ
و مهما احْتَجَجْتَ
و مهما أردتَ التحرُّرَ من كُحْليَ العربيِّ ,
و من شَعرِيَ الكستنائيّ
سأبقى أحِبّك
حتى تسيلَ دماكَ
و حتّى تسيلَ دمائي . . .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق