الخميس، 18 سبتمبر 2014

أنا أَلفُ مّرةٍ أجمل . . . شعر: د. سعاد الصباح





1



لأنكَ تُحبُّ الشَّعرَ الأسودَ الطويل
فإنَّ الآسيويات
أسدلنَ ستائر الليلِ على ظهورهِنّ
تحيّةً لك أيّها المليكْ
و أضربْنَ عن قصِّ شعورِهِنّ



2

لأنَّكَ تُحبُّ اللون الأسمرَ المحروق
فقد اغتسلنَ بالشّمسِ حتى يستقبلْنَك
أيها القادمُ على حِصانِ العشقْ




3


لأنَّك تُحبُّ وجهي طبيعياً
فإنّ النساء غسلْنَ وُجوهَهُنَّ
بمياه الأمطارِ الاستوائيّة
و تَحَمّمنَ بماءِ الوردْ
إكراماً لعينيك
و لأنكَ تُحِبُّ وجهي طبيعياً كزنبقةِ الصباحْ
فإنّ اللهَ أبدعَ في رسمِ وجهِ سنغافورة














4

و لأنّكَ تُحبُّني ...
فإنَّ العالمَ صارَ أكبرْ
و السّماءَ أوسعْ
و البحرَ أكثرَ زُرقةْ
و العصافيرَ أكثرَ حريّة
و أنا ألفَ ... ألفَ مرّةٍ أجمل  .








صوتُك بيتي . . .

1

أتغطّى بشراشفِ صوتِك القمَريّ
كما تحتضنُ طفلةٌ لُعبتَها
في ليلةِ العيد . . .



2

صوتُكَ بلبلٌ . . . وصيف
و غاباتٌ سويسريّة . .
صوتُك . . .أحطابٌ . . . و شموعٌ
و فحمٌ مشتعل . .



3


صوتُكَ شالٌ منَ الصّوف . .
ألبسُه في ليالي البردِ و الصّقيعْ
صوتُكَ مظلّةٌ . . و غمامةٌ . . . وديوانُ شعر . . .
صَوتُكَ كَتِف . . .
صوتُكَ بيتي . . .




السمفونيّـة الرّماديّة . . .

1


يا أحبابي :
كانَ بوُدّي أن أُسْمِعَكُمْ
هذي الليلةَ , شيئاً من أشعارِ الحُبّ
فالمرأةُ في كلِّ الأعمارِ ,
و من كلِّ الأجناسِ ,
ومن كلِّ الألوانِ
تدوخُ أمامَ كلامِ الحُبّ
كان بِوُدّي أنْ أسْرُقَكُمْ بِضْعَ ثوانٍ
من مملكةِ الرّمْلِ , إلى مملكةِ العُشْبْ
يا أحبابي :
كان بودّي أن أُسْمِعَكُمْ
شيئاً من موسيقى القلبْ
لكنَّا في عصرٍ عربيٍّ
فيهِ توقّفَ نَبْضُ القلبْ . . .





2



يا أحبابي :
كيف بوُسعي
أن أتجاهلَ هذا الوطَنَ الواقعَ في أنياب الرُّعبْ ؟
كيفَ بوُسعي
أن أتجاوز هذا الإفلاس الرُّوحيَّ
و هذا الإحباط القوميَّ
و هذا القَحطَ . . . و هذا الجَدْبْ ؟






3


يا أحبابي :
كان بودّي أنْ أُُدْخِلَكُم زَمَنَ الشِّعرْ
لكنّ العالم . و ا أَسَفَاه . تحوَّلَ وحشاً مجنوناً
يَفْتَرِسُ الشِّعرْ
يا أحبابي :
أرجو أن أتعلَّم منكُمْ
كيف يُغنّي للحريّةِ مَنْ هوَ في أعماقِ البئرْ ؟
أرجو أن أتعلَّم منكُمْ
كيْفَ الوردةُ تنمُو من أشجارِ القهرْ ؟
أرجو أن أتعلَّم منكُمْ
كيفَ يقولُ الشاعرُ شِعراً
وهو يقلَّبُ مثلَ الفَرْخةِ فوقَ الجمرْ؟



4

يا أحبابي :
لا هذا عصرُ الشِّعرِ , ولا عصرُ الشُّعَراءْ
هل يَنْبُتُ قمحٌ من جَسَدِ الفقراء ؟
هل يَنبُتُ وردٌ من مِشنَقَةٍ ؟
أم هل تَطلَعُ من أحداقِ الموتي
أزهارٌ حمراء ؟
هل تَطلَعُ من تاريخِ القَتْلِ قصيدةُ شعرٍ ؟
هل تخرُجُ من ذاكرةِ المَعدِنِ يوماً قطرةُ ماءْ ؟





5


تتشابهُ كالرُّزِّ الصينيِّ . . .
تقاطيعُ القَتَلَه
مقتولٌ يبكي مقتولاً
جُمْجُمةٌ تَرثِي جُمجُمةً
و حذاءٌ يُدفَنُ قُرْبَ حذاءْ
لا أحدٌ يعرِفُ شيئاً عن قبرِ الحلاّجِ
فنِصْفُ القتلى في تاريخِ الفِكْرِ ,
بلا أسماءْ . .








هناك تعليق واحد:

  1. ما شاء الله
    جميل جدا
    حياك الله د,سعاد الصباح
    اتمنى لك التوفيق

    ردحذف