الأربعاء، 19 سبتمبر 2012

الاجازة المستحيلة (1)




جئت إلي أوربا.
حتي أغسل ذاكرتي منكْ..
فإذا بك مخبوءٌَ في داخل حقائبي.
جئتُ لكي أستريح من دُوَارِ الحُبَ..
ومن دوَار البحرْ..
فإذا بأمواجك ترفعني إلي الأعلي
وترميني علي صَدركَ.. مرةَ أخري..
حاولتٌ الهروبَ من صوتك النحاسيً..
ورائحتك الطاغيَةْ..
فإذا بي أهرب إلي الأمامْ..
جئت إلي بلاد الشمالْ..
لأستمٌتع بإجازتي..
فإذا بك، تحجز كلَّ مقاعد الطائرات..
وكل غُرف الفنادقْ..
وكل تذاكر المسارحْ..
وكل الباصَات وسياراتِ الأجرةْ..
وتتركني أنامُ علي الرصيف..
ذهبتُ إلي جزيرة في البحر الكاريبي..
لا يرتادها أحد.. ولا تصلٌ إليها المراكبْ..
ولكنني ، حين ذهبت إلي الشاطيء..
لأتمدد علي رماله الدافئة..
خرجت لي كسمكة قرش من أعماق البحرْ..
وأكلْتَني..
كلُ أسفاري التي خطَّطْت لها
كانت حبرا علي ورقْ..
وكلٌّ رحلاتي كانت ضد جاذبّية الأرضْ..
فلا أهميَّة لإجازة..
لا تُوقِّع عليها أنت..
ما كان أغْباني..
حين فتحت أبواب جَهنم بيدي..
فاحترقت أصابعي..
واحترق معطفي الجلْديَ..
احترقَتْ كلٌّ الثيابِ الجديدة التي اشتريتُها..
ما عدا ذاكرتي..
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق