الأربعاء، 19 سبتمبر 2012

الاجازة المستحيلة (2)



منْ يُغطِّيني من أمطار أوروبا.
بعدَ رحيلكْ؟..
مَنْ يكونُ لي السَقفَ.. والمظلةْ؟
من يُخبئني في جيَْب معْطفه؟.
أو تحت جلدة ساعتهْ..
أو في راحة يدهْ..
عندما تضربني الرياحْ..
وتمضغني العاصفَة؟..
ماذا أفعلُ في هذه المقاهي
المكتظة بالعَفَاريت.. والأشباحْ؟..
كيفَ أدخلٌ إليها..
وكلُ الوُجُوه هيَ وجْهُكْ..
وكلُّ الأصوات هي صوتُك..
وكلُّ الدُخان الذي يملأ رئتيَّ..
هو دُخانُكْ..
ماذا أطلبُ من الناديْ؟.
إذا كنت ستخرجُ لي
من كُلِّ فنجان قهوةٍ أشربُهْ؟؟.
موُجع فصْل الشتاء..
حين لا تكون معي...
موجعةٌ رائحة الحطبْ..
في مواقد الريف البريطانيّ.
موجعةُُ قصور العصر الفيكتوري
موجعةُُ دقات ساعة (بيغ بن )
موجعةٌ نكهة شاي (الايرْلْ غراي).
الذي كنا نشربُهُ معاً..
في الساعة الخامسةْ..
وموجعةٌ موسيقي الملاعق والسكاكينْ
وهي تقطعُ قالب الزُبْدةْ..
وتقطعُ شرايين قلبي!!..
منْ يجعلُ الزوابعَ أقلَّ جُنُوناً؟
والأمطار أقل هجمية؟..
والصقيعً أقلَّ صقيعاً؟
إنّ أسناني تصْطكُّ من البرْدْ...
وقلبي تصْطكُّ من الشوقْ..
وذاكرتي ترتجف من الحرمان..
فكيف أستعيدُ توازني في هذه المدينةْ..
وثَرْثَرنا في مقاهيها معاً..
واستلقينا علي أعشاب حدائقها معاً؟..
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق