الأحد، 23 سبتمبر 2012

مصر.. بيتنا الكبير

| د. سعاد الصباح |

هنا نحن مرةً أخرى في بيتنا الكبير مصر...
وحين أقول بيتنا الكبير، فإنني أعني ذلك الشعور بالأمان، والدفء والطمأنينة الذي يشعره كل طفل عندما يعود إلى بيته.
والطمأنينة التي نحسّها عندما نجيء إلى هنا، هي طمأنينة من نوع آخر.
إنها طمأنينة قومية، أو طمأنينة ثقافية... أو طمأنينة مستقبلية... أو طمأنينة مصيرية.
نعم... هنا نشعر أننا مطمئنون على ثقافتنا، ومطمئنون على لغتنا... ومطمئنون على قوميتنا... ومطمئنون على عروبتنا.
إن الشعراء العرب لا يأتون إلى هنا ليلقوا قصائدهم فقط.
ولكنهم يجيئون إلى هنا ليأخذوا المادة الأساسية التي يصنعون منها قصائدهم... وهي مادة العروبة، والنخوة، والكرامة.
نعم... نحن نجيء إلى هنا لنتعلم... وما أكثر الدروس التي نتعلمها.
إننا نتعمد هنا بماء العروبة.
ونأخذ من الغذاء القومي ما يكفينا لنتغذى عاماً كاملاً...
إن معرض الكتاب ليس حادثاً أدبياً... أو ثقافياً... أو شعرياً كما تتصورون.
بالنسبة لنا حادث قومي عظيم... بل لعله الحادث القومي الوحيد الذي بقى من مفاخر العرب.
لقد كنا نأمل أن تجمعنا جامعة الدول العربية... ولكن يبدو أن القاهرة هي التي أصبحت توحد العرب ثقافياً وسياسياً... بعد أن فشلت كل المؤسسات في توحيد العرب.
* من كتاب «كلمات... خارج حدود الزمن»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق