السبت، 12 مايو 2012

سعاد الصباح .. والثقافة في الكويت








بقلم: مبارك بن شافي الهاجري
mbinshafi@alwatan.com.kw


كانت الكويت رائدة في مجال الثقافة، مثلما كانت رائدة في غيرها من المجالات، فما الذي حدث ليجعلها تتراجع خطوات كبيرة الى الوراء؟ هل الفعل الثقافي مسؤولية شعبية أم حكومية؟ في السابق كان المثقفون يبذلون الجهد الكبير لدفع الكويت في مصاف الدول المتقدمة من حيث الاهتمام بالثقافة، وكانت الحكومة تهيئ الأرضية اللازمة لذلك.أما اليوم فان الحكومة غير مهتمة بالثقافة ولا بالمثقفين، والمثقفون أنفسهم غير معنيين بالشأن الثقافي، ولا يحاولون استنهاض الحكومة للاهتمام بها.بل لقد هجر كثير منهم الساحة الثقافية، وخلت المجالس والدواوين من الأحاديث في الأدب والشعر والثقافة! وأغلق كثير من أصحاب دور النشر دورهم، واستبدلوها بمحلات للقرطاسية تنشط في الموسم الدراسي! تراجع المسرح، وتراجعت الدراما التلفزيونية، وقلّ رواد معارض الكتب، وسمج الشعر، وضعف انتاج الكتاب، ورمى التشكيليون ريشهم وألوانهم!
وفي المقابل كثُر الساسة، وصارت ندوة سياسية يقيمها فلان أو علان تجمع من الناس ما لا يستطيع المتنبي ان يجمعه لو أقام أمسية في الكويت! وصار بعض الشباب المغردين في التويتر أكثر شهرة من قامات أدبية أعطت الكويت الكثير الكثير عبر تاريخها الطويل!
قبل أيام أقيمت أمسية رائعة لأختنا الكبيرة الدكتورة سعاد الصباح في القسم النسائي في مركز الأمير سلمان الاجتماعي في الرياض، وكانت أمسية ناجحة بكل مقاييس النجاح، أطلت من خلالها أميرة الشعر العربي على جمهورها بعد انقطاع دام لأكثر خمس سنوات، وصدحت فيها بالحب والشعر والوفاء.أعادت تلك الأمسية الشعر لزمنه الجميل، وأعادتنا لأنفسنا وللثقافة.فهنيئا لنا بهذه الشاعرة العظيمة، وليتها تكرر مثل هذه الأمسية في الكويت، لتملؤنا، مرة أخرى، بالشعر، فلقد مللنا السياسة.
وليت المسؤولين عن تسمية الشوارع في الكويت، الذين ملؤوا شوارعنا بأسماء، بعضها ليس له علاقة بالكويت، وبعضها لم يفعل للكويت مثلما فعلت سعاد الصباح، يتكرمون علينا باطلاق اسم هذه الشاعرة العظيمة على أحد شوارعنا، فوالله ان الأمم لا يخلدها الا أسماء شعرائها الخالدين.

- نشرت في جريدة الوطن الكويتية - 25 ابريل 2012 - مقالات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق