الثلاثاء، 22 مايو 2012

سعاد الصباح .. ورد أكثر


بعد 26 عاما أكرر الشكر والتحية، وأهنئها بالجائزة التي تعادل جائزة نوبل في نسختها الكورية، وأنها الفائزة العربية الوحيدة بها.
ميدل ايست أونلاين
بقلم: أحمد فضل شبلول
أياد بيضاء
للشاعرة الدكتورة سعاد الصباح أيادٍ بيضاء على الحركة الثقافية والأدبية والشعرية في الوطن العربي، ليس فقط من خلال جوائزها السنوية أو دار النشر التي أسستها، ولكن أيضا من خلال مواكبتها لأحدث التيارات الشعرية والنهل منها، واطلاعها على المنجز الشعري قديمه وحديثه، إلى جانب اهتمامها بالمنجز العلمي والاقتصادي العربي والعالمي، وقضايا حرية الرأي وحقوق الإنسان, والتخطيط والتنمية, والمرأة والطفل، فأعطت بذلك صورة رائعة عن المرأة العربية المثقفة الواعية لدورها في بلدها الكويت ووطنها العربي الكبير، وهو الأمر الذي تنبهت إليه جمعية الصحافيين الآسيويين أو جمعية تعزيز وممارسة أفكار مانهي الكورية الجنوبية فمنحتها جائزتها التي من المقرر أن تتسلمها الشاعرة في الثاني عشر من أغسطس القادم بمدينة انجيه الكورية في الوقت الذي يطير فيه المناضل الأفريقي نيلسون مانديلا لاستلام جائزة السلام من الجهة نفسها.
وكنت أحد السعداء الذين حضروا تكريم مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري للشاعرة الدكتورة سعاد الصباح في حفل افتتاح دورة شوقي ولامارتين بمنظمة اليونسكو في باريس في أكتوبر من العام 2008.
لم تلق شاعرتنا شعرا بعد مراسم التكريم وأثناء حفل الافتتاح الذي قدمه الشاعر الكبير فاروق شوشة في اليونسكو، ويبدو أنها كانت مجهدة بعض الشيء وقتها، ولكنها ألقت كلمة هي أقرب إلى الشعر وروحه، فظن البعض أن الشاعرة تقرأ قصائد نثر.
وأتذكر هنا حادثة طريفة في العام 1986 أعتقد أن شاعرتنا لم تعرف عنها شيئا، وأبوح بها هنا للمرة الأولى، حيث أنني ركبت سيارة المراسم المخصصة لها، أثناء مشاركتي لمهرجان المربد في بغداد في ذلك العام، وذلك عندما تهت في شوارع بغداد مع الصديق شاعر العامية المصرية أحمد الأصور، وكانت هي المرة الأولى التي أذهب فيها للعراق. فبعد أن تجولنا في الشوارع البغدادية طويلا وابتعدنا كثيرا عن الفندق الذي كنا نقيم فيه، وكانت العراق وقتها في حالة حرب مع إيران، وكانت المواصلات الداخلية شحيحة، وسألنا أكثر من شخص عن طريق العودة، فلما يدلنا أحد، إلى أن لاحظنا سيارة فخمة تتهادى أمامنا وعليها شعار مهرجان المربد، فقلنا: جاء الغوث، واستوقفناها بإشارة من اليد، فتوقفت، وأفهمنا السائق أننا ضمن الوفد الشعري بمهرجان المربد، وطلبنا منه أن يدلنا على الطريق إلى فندق "المنصور ميليا" الذي كنا نقيم فيه، فطلب منا أن نركب معه لإيصالنا إلى الفندق. بيني وبينكم قلت فرصة فقد كنا متعبين ومنهكين من السير في شوارع بغداد على غير هدى.
تلقينا عرض السائق بترحاب شديد، وركبنا معه، وكان أول أسئلتنا لمن هذه السيارة التي عليها شعار المهرجان، فذكر لنا أنها السيارة المخصصة للشاعر الدكتورة سعاد الصباح، وأنه في طريقه إليها، ولكن سيقوم بتوصيلنا إلى فندقنا أولا فلديه لا يزال وقت. شكرنا السائق وطلبنا منه أن يرسل تحياتنا لشاعرتنا العربية الكبيرة.
لم أدر هل وصلت التحية لها أم لا. ولكني بعد 26 عاما أكرر الشكر والتحية، وأهنئها بالجائزة التي تعادل جائزة نوبل في نسختها الكورية، وأنها الفائزة العربية الوحيدة بها، كما لا يفوتني أن أهنئها أيضا بعيد ميلادها الذي يحل يوم الثلاثاء 22 مايو، وإذا كان شاعرنا محمود درويش أطلق على أحد دواوينه عنوان "ورد أقل" فأنا هنا أهدى لشاعرتنا د. سعاد الصباح وردا أكثر. وأقول لها: كل عام وأنت بألف صحة وخير وسعادة، أيتها الشاعرة الإنسانة الرائعة.


http://www.middle-east-online.com/?id=131663

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق