الأحد، 6 مايو 2012

آخر السيوف...






بقلم: مبارك الشعلان



قبل اكثر من عشر سنوات التقيت د. سعاد الصباح واجريت معها حواراً مازلت احسبه من اجمل اللقاءات التي اجريتها طوال تجربتي الصحافية.
كان لقاءً استثنائيا لامرأة استثنائية خرجت منه بشهادة بتوقيع د. سعاد الصباح، مازلت اعلقها خلف مكتبي عبر برقية بعد نشر اللقاء تقول كلماتها «قليلة هي المرات التي تسعدنا فيها الاسئلة، كما هي اسئلتك بشفافية الكلمة وذكاء السعي الى جواب» واذكر من ضمن ما سألت سؤالاً يقول كلما مررت بجانب القصر الابيض تتأكد لي قناعة بأنك قمت بتحويله الى مصنع، بعد ان رسمت بسؤالي علامة استفهام وتعجب، وزدت على ذلك «مصنع للرجال» دون اخذ موافقة من البلدية او وزارة التجارة بتغيير نوع النشاط، هل توافقين على هذه التهمة / النعمة؟
فأجابت بلا تردد نعم.. واعتز بهذه التهمة / النعمة من اجل وطن حر واحد خلاق، واضافت لقد زرع فينا سيّده وآخر السيوف الراحل الشيخ عبدالله المبارك طيب الله ثراه، روح العمل والعطاء دون حساب، وانا اتابع المسيرة أملاً في ان يخضوضر الشجر وتزغرد الحناجر فرحاً بكويت كبيرة في عالمها، مؤمنة بذاتها، حرة في قرارها.
هذه الكلمات جعلتني استذكر باحترام وتقدير كبيرين د. سعاد الصباح في ذكرى رحيل آخر السيوف الذي كان ومازال ملء السمع وملء البصر، التي جعلت ذكراه قصيدة شعر لامرأة طوال عمرها تحمل سيف الكلمات لتخلد ذكرى آخر السيوف اليست هي القائلة:
معذرة.. معذرة
لن اتخلى عن اظافري
فسوف ابقى دائماً
امشي امام القافلة
وسوف ابقى دائما
مقتولة او قاتلة..

هذه الفلسفة جعلتني كلما ارى د. سعاد الصباح تتقدم الصفوف في جلسات مجلس الأمة أدركت ان روح عبدالله المبارك هي التي تقودها لتتقدم القافلة، تصنع سيوف الكلمات وتصنع الرجال في مصنع آخر السيوف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق