الاثنين، 14 مايو 2012

امرأة من الزمن الجميل



بقلم: فوزية شويش السالم




















احتفلت رابطة الأدباء بعيد الأم بطريقة مبتكرة، وذلك بإقامتها أمسية تحتفي بالشاعرة د. سعاد الصباح تحت مسمى امرأة الزمن الجميل، وإن كانت د. سعاد الصباح في رأيي امرأة ستصبح سيرتها وإنجازاتها صالحة لكل الأزمنة القادمة، لكن ربما كان المسمى يُحيل إلى زمن القوميات العربية وروح الوطنية المشتعلة في الدول العربية بقيادة الرئيس جمال عبدالناصر، وبوجود زوجها الشيخ عبدالله المبارك الذي كان له أكبر الأثر في حياتها الخاصة والشعرية وتألقها في حضور محلي وعربي كبير.
وقد أحسنت الرابطة باختيارها الكاتب علي المسعودي الملم بتفاصيل حياة وأعمال الشاعرة سعاد الصباح وزوجها الشيخ عبدالله المبارك، وقد لفت نظري إلى أحداث وأمور كثيرة مهمة ومرتبطة في حياتها مثيرة إلى أقصى حد، فقد حركت لدي كل قرون الاستشعار الروائية، إن حياتها فعلا كما أشار علي المسعودي تصلح لرواية.
وبالنسبة إلي فهي رواية نرى من خلالها حياة أميرة شاعرة وصاحبة دار نشر من أوائل دور النشر الخليجية والعربية ذات الاستراتيجية القومية الوطنية الثقافية الهادفة والبعيدة عن هدف الربح المادي.
سعاد الصباح شخصية روائية بجدارة، فمن حيث تفاصيل حياتها الشخصية هناك محطات درامية غير عادية، فمن حياتها كتلميذة صغيرة في مدينة الزبير، تتزوج من ابن عمها الشيخ الكبير عبدالله المبارك الذي رأى صورتها مع الطالبات المتفوقات واختارها من بينهن، لتنتقل بعد ذلك الى حياة تلونت وتعددت في أدوارها وأطوارها؛ حياة مشتعلة بالأحداث الشخصية والوطنية على الصعيدين المحلي والعربي، كان لها فيها نصيب كبير من المشاركة.
وهناك محطات مهمة في حياتها المتنقلة ما بين العواصم، فمن الزبير إلى الكويت والقاهرة وسويسرا وباريس ولندن، وفي كل من هذه المدن كانت لها فيها محطات من الأحداث المهمة التي انعكست على حياتها وعلى سيرتها فيها، والتي لا يمكن فصلها عما يحدث من حولها من أحداث قومية وطنية عربية وعالمية، فقد اشتبكت سيرة حياتها مع كل الأحداث التي زامنتها، ففي كل محطة منها سنرى ونطلع على ما كان يحدث في العالم من حولها، قد تكون سيرة إنسان تعكس العالم كله في سيرة حياته.
كما أن هناك محطات درامية كبيرة مثل وفاة ابنها في الطائرة، والذي كتبت فيه شعرا أبكاني وأبكى كثيرين مثلي، حادث يغير حياة أي إنسان كان فما بالك في قلب أم شاعرة، وكذلك حين تعود بزوجها الشيخ ليدفن في أرض الكويت المحررة للتو من الغزو الصدامي المدمر، والذي صدمها في كل إيمانها وأحلامها للبطولة العربية فيه.
تغيرات كثيرة وكبيرة فيها محطات غير عادية مرت عليها، وكل منها مهم ومثير وثري بأحداث تجذب إليها كل روائي لما فيها من أحداث إنسانية درامية غير عادية، حتما سيأتي من يكتبها في زمننا هذا أو ما بعده إن لم يكن لي حظ في كتابتها.
ومن أجمل قصائدها هو ما كتبته في رثاء زوجها الشيخ عبدالله المبارك وكان اسمها
“آخر السيوف” التي أحسن إلقاءها الشاعر إبراهيم الخالدي، كما أجاد الباحث طلال الرميضي في إلقاء الضوء على أهمية دور الشيخ عبدالله المبارك في بناء تاريخ دولة الكويت الحديث.
شكرا لرابطة الأدباء لتذكرها دور د.سعاد الصباح وأهميته في الثقافة الكويتية والعربية حتى وإن جاء متأخراً، فهي ليست امرأة للزمن الجميل وحده، فأهميتها أكبر بكثير من ذلك، وإلى الآن لم تأخذ حقها من الاحتفاء ومن التكريم، ليس من المؤسسات الثقافية فحسب، بل من الدولة أيضا التي لم تحتف بها كما يجب، وهي التي يسبقنا السؤال عنها في كل المؤتمرات وكل المنابر لأنها العنوان المبهر والمشرف لامرأة رائدة من الكويت.
وإلى جانب هذه الأمسية الرائعة فاجأني أمين عام الرابطة د. عادل عبدالمغني بذلك الإنجاز الرائع للمكتبة الكبيرة التي شيدت في السرداب وضمت آلاف الكتب بشكل يسهل الدراسة والإعداد والبحوث، مكان هادئ ورائق يساعد على التلقي والكتابة، فشكرا للدكتور عادل عبدالمغني على هذا الجهد الرائع وإن كنت لا أفهم أسباب الخلافات في الرابطة فكل من وليد الرجيب وكذلك د.عادل عبدالمغني، صديق لي، لكن المكتبة شأن يجب أن يكون خارج حسبة الخلافات.





نشرت في جريدة الجريدة - الكويت 26-3-2012


http://aljarida.com/2012/03/26/2012462087/









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق