الثلاثاء، 15 مايو 2012

إنني بنت الكويت


إنني بنت الكويت
بنت هذاالشاطىءالنائم فوق الرمل،
كالظبي الجميل
في عيوني تتلاقى
أنجم الليل،وأشجارالنخيل
من هنا ..أبحرأجدادي جميعاً
ثم عادوا..يحملون المستحيل..
2
إنني بنت الكويت
ومع اللؤلؤ في البحر ترعرعت،
ولملمت محاراً ونجوما
آه.. كم كان معي البحر حنونا ًوكريما
ثم جاء النفط شيطاناً رجيما
فانبطحنا عند رجليه رجالاً ونساء
وعبدناه صباحاً ومساء
ونسيناخلق الصحراء..والنخوة..والقهوة
والمهباج ..والشعرالقديما..
وغرقنا في التفاهات..
هدمنا كل ما كان مضيئاً..
وأصيلاً..وعظيما..
3
إنني بنت الكويت
غرفتي الشمس..
ومن بعض أسمائي الصباح
وجدودي اخترعوا الأمواج ..والبحر ..
وموسيقى الرياح .
صادقوا الموت ..فلا الخيل استراحت
من أمانيهم..
ولا السيف استراح ..
*
ثم حلت لعنة النفط علينا
فاستبحنا كل ماليس يباح
فالبساتين فراش للهوى
والنساء الأجنبيات ...
يعطرن ليالينا الملاح
والدنانير على القدام ترمى...
وعلى الأجساد تصطف القداح
هكذا يا وطني...
ترفع رايات الكفاح!!
هكذا يبكي على الحائط سيف
أثري لأبي..
هكذا, من يأسه, يبكي السلاح..
-4-
وطني..أصبحت لا أعرفه
هل هو البازار؟
والشكات من غير رصيد؟
ودكاكين القمار؟
هل هو الخمسون ( هامورا ) يجوبون البحار؟
هل هو الشعب الكويتي الذي
تذبحه المافيات في ضوء النهار؟
فاغضبي أيتها الأرض التي
ما شاركت في الحرب إلا بالصراخ
والتي ما أنجبت بعد مخاضٍ موجعٍ
غير فرسان ( المناخ )...
-5-
إغضبي..
أيتها الأرض التي نامت طويلاً
في فراش منٍ ذهب
إغضبي..
أيتها الأرض التي تشرب بترولاً..
وتبني عرشها فوق الحطب
إغضبي..
أيتها الأرض التي أسكرها المال..
وأعماها البطر..
إنني أرفض أن أعتبر النفط قدر..
فأنا لا أعبد النار..
ولا أرمي بأطفالي طعاماً للهب
يا بلادي:
أخرجي من نشرة العملات.. والأسهم..
وانضمي إلى جيش العرب..
إن في لبنان أطفالاً يموتون,
وعرضاً يغتصب...
إغضبي أيتها الأرض,
فإن الأرض لا يفلحها إلا الغضب..
- 6 -
كلما أبصرت في الحلم صلاح الدين..
يستجدي فتات الخبز في القدس,
ويستعطي على باب السيوف العربيه
كلما شاهدته..
تائهاً, يسأل في الصحراء عن أحياء طيٍ
وتميم, وغزيه..
كلما شاهدته في مركز البوليس,
مرمياً على الحائط من غير كفيل أو هويه
صحت من أعماق جرحي:
أيها العصر الشعوبي الذي
صار فيه السيف يحتاج لإبراز الهويه..
- 7 -
إنني بنت الكويت
كلما مر ببالي, عرب اليوم, بكيت..
كلما فكرت في حال قريش,
بعد أن مات رسول الله,
خانتني دموعي, فبكيت..
كلما أبصرت هذا الوطن الممتد
بين القهر والقهر... بكيت
كلما حدقت في خارطة الأمس
وفي خارطة اليوم..
بكيت...
كلما شاهدت عصفوراً بروما
أو بباريس.. يغني
دون أن يشعر بالخوف.. بكيت
كلما شاهدت طفلاً عربياً
يشرب البغضاء من ثدي الإذاعات..
بكيت..
كلما شاهدت جيشاً عربياً
يطلق النار على الشعب.. بكيت
كلما حدثني الحاكم عن عشق الجماهير له
وعن الشورى.. وعن حرية الرأي.. بكيت
كلما استجوبني بوليس قطرٍ عربيٍ
عن تفاصيل جوازي...
عدت من حيث أتيت..
- 8 -
إنني بنت الكويت
هل من الممكن ان يصبح قلبي؟
يابساً.. مثل حصانٍ من خشب
بارداً..
مثل حصانٍ من خشب
هل من الممكن إلغاء انتمائي للعرب؟
إن جسمي نخلة تشرب من بحر العرب
وعلى صفحة نفسي ارتسمت
كل أخطاء, وأحزان,
وآمال العرب...
سوف أبقي دائماً ..
أنتظر المهدي يأتينا
و في عينيه عصفور يغني ..
و قمر..
و تباشير مطر..
سوف أبقي دائماًً ..
أبحث عن صفصافةٍ .. عن نجمةٍ ..
عن جنة خلف السراب ..
سوف أبقى دائماً ..
أنتظر الورد الذي يطلع من تحت الخراب ...

نشرت في برقيات عاجلة إلى وطني



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق