السبت، 12 مايو 2012

رسالة إلى بيت القرين



رسالة إلى «بيت القرين»


 
شعر: سعاد محمد الصباح


يا صديقي، على حدود العنفوان
منذ عشرين سنة، وأنا أكتبُ إليكْ
حتى صار قلبي عُلْبةَ بريد حمراءْ..
منذ سنين، وأنا أبحثُ عن لغةٍ
تكون على مستوى قامتكْ
ولكنك طويلٌ.. طويلْ
واللغةُ قصيرةٌ.. قصيرةْ
منذ سنين.. وسنين
وأنا أنبش أعماقَ القواميسْ
عن مفردةٍ تكون بحجم عطائ.كْ
لكنني فشلتْ..
لأنّ الثقافة المكتوبةَ على دم. شهادتكْ
تجاوزتْ ثقافتي..
والمداد الذي كتبت به ملاحمكْ
تجاوز مدادي وأوراقي
أيُّها الرمحُ المزروعُ في لحمنا وفي لحم المستحيلْ
صلاتي من القلب لك..
أيُّها الحصانُ المستحمُ بالبرق والعاصفَةْ
قلبي معك
أيُّها الواقف على مدخل الشريانْ
قلبي معك
- 2 - 
يا صديقي في بيت القرين
يا صديقي على تخوم العز والكبرياء
منذ سنين وأنا أعلمُ أولادي
كيف يصير الوطنُ مقاتلاً..
وكيف تصيرُ الشهادة حياةً..
منذ سنين وأنا أريهم صورة هذا البيت
وأشرح لهم:
أن دموعَ الأمهات..
وصرخات اليتامى..
وشواطئ فيلكا
ومحار بوبيان..
وبساتين الوفرة والعبدلي
احتشدت في عينيك
وفي هذا الدم المتناثر على الحيطانْ
منذ سنين وسنين
وأنا أدرسهم جغرافيةَ الوطن
لا على الخرائط الملّونةْ
وانما على دشاديش المقاومين المخضبة بالدم
منذ سنين وأنا أقول
إن الوطن خرجَ من الكتب المدرسيةْ
واستقر في عيون الشهداء
منذ سنين وأنا أعلمهم
أن الوطن خرج من دفاتر الأدب
واستوطن التراب.
- 3 -
أيُّها الفارس الكويتيّ الذي مضغ زرقةَ المسافةْ
أيّها النسر الشجاع الذي حمل تحت جناحيه
مليون كويتي..
وألف مئذنةْ
ومليون قصيدة شعر
آه... لو تُعيد لنا لحمتنا الكويتية
وتطير بنا بعيداً عن خيام ملوك الطوائفْ
وإذاعات ملوك الطوائفْ..
وشعارات ملوك الطوائف..
آه.. لو تغسلُ وجهَ الوطن بماء المحبةْ
وتزينه بالنوير والياسمين
آه.. لو تنقلنا من زمن النثر..
إلى زمن. الشعر..
من زمن العطش...
إلى زمن. الماء.



(فبراير 2012)

جنيف - فرنسا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق